الثلاثاء 29 يوليو 2025 | 12:44 مساءً

أبل تُطلق iOS 18 بميزات تخصيص جديدة وإمكانيات تواصل مُحسّنة
في تحول استراتيجي يعكس تغيّر موازين الإنتاج العالمي في قطاع التكنولوجيا، نجحت الهند في التفوق على الصين لتصبح أكبر مصدر للهواتف الذكية المصدّرة إلى الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من عام 2025، مدفوعة بتوسع شركة "أبل" في تجميع أجهزة "آيفون" على أراضيها.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة "كاناليس" (Canalys) للأبحاث، فقد استحوذت الهند على حصة بلغت 44% من إجمالي الهواتف الذكية التي دخلت السوق الأمريكية خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، لتتجاوز بذلك الصين التي تراجعت حصتها إلى نحو 25% فقط، بعد أن كانت تتجاوز 60% في العام السابق. فيما جاءت فيتنام، التي تُعد مركزًا رئيسيًا لتصنيع منتجات شركة "سامسونغ"، في المرتبة الثانية.
أبل تقود موجة التحول الصناعي
التقدّم اللافت للهند جاء في ظل تسريع شركة "أبل" خطواتها نحو تقليل الاعتماد على التصنيع في الصين، في إطار استراتيجية تنويع سلاسل الإمداد.
وأوضح التقرير أن حجم الهواتف المُجمّعة في الهند تضاعف بأكثر من ثلاث مرات خلال الربع الأخير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما منح نيودلهي أفضلية تنافسية كبرى في السوق الأمريكية.
وفسر التقرير هذا الارتفاع بكونه ناتجًا عن قيام الشركات، وعلى رأسها "أبل"، بتكوين مخزونات احترازية تحسبًا لأي تغيّرات مفاجئة في الرسوم الجمركية أو التوترات التجارية، وهو ما عزز من حجم الشحنات الصادرة من الهند خلال تلك الفترة.
تراجع الشحنات لا يعني ضعف الإنتاج
رغم ارتفاع حجم الصادرات الهندية، شهدت شحنات هواتف "آيفون" إلى السوق الأمريكية تراجعًا بنسبة 11% على أساس سنوي خلال نفس الربع، وهو ما عَزَاه محللون إلى اختلال نمط الشحنات، نتيجة دفع كميات كبيرة إلى الأسواق في وقت مبكر من العام لتكوين مخزونات.
وقال رونار بيورهوفدي، كبير المحللين لدى "كاناليس"، إن "أبل سارعت إلى تعزيز مستويات المخزون بنهاية الربع الأول، وسعت للحفاظ عليها خلال الربع الثاني"، مشيرًا إلى أن السوق لم يسجل نموًا كبيرًا سوى بنسبة 1% فقط، مما يعكس ضعف الطلب الاستهلاكي في ظل بيئة اقتصادية ضاغطة عالميًا.
الهروب من التوترات الجيوسياسية
الاتجاه المتسارع نحو نقل سلاسل التصنيع إلى دول مثل الهند وفيتنام ليس وليد اليوم، بل جاء كرد فعل مباشر للتوترات التجارية المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى سعي الشركات لتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والتقلبات السياسية.
هذا التحول أثار حفيظة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواصل الضغط على الشركات العملاقة لتعزيز التصنيع داخل الولايات المتحدة. وعلى الرغم من وعود "أبل" بتوفير مزيد من فرص العمل للأمريكيين، إلا أنها لا تزال لا تمتلك منشآت تصنيع للهواتف الذكية داخل الأراضي الأمريكية، حتى مع إعلانها عن خطة لضخ استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في الاقتصاد المحلي خلال السنوات الأربع المقبلة.
يؤشر هذا التحوّل في مشهد تصنيع الهواتف الذكية إلى بداية مرحلة جديدة قد تُعيد رسم خارطة الصناعة العالمية، مع صعود مستمر لدول مثل الهند كقوة تصنيعية منافسة في وجه العملاق الصيني.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.