في وقت تتواصل فيه الحرب المدمرة على قطاع غزة منذ أشهر، تصاعدت التصريحات الإسرائيلية الرافضة لأي ضغوط دولية بشأن إقامة دولة فلسطينية، في ظل تحذيرات من منظمات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تطال ملايين المدنيين، وخاصة النساء والفتيات.
وبينما تؤكد إسرائيل أنها لا تمنع دخول المساعدات، تتهم أطراف فلسطينية الاحتلال بمحاولة طمس جرائم التجويع والإبادة، وسط دعوات أوروبية متزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نقبل بدولة فلسطينية تقودها حماس
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بقاء حركة حماس في السلطة يُعد مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية في ظل وجود حماس تعني قيام دولة إرهابية على حدودنا، وهو أمر لن تقبل به إسرائيل بأي حال.
وأكد ساعر أن الضغط الدولي علينا لم ولن ينجح، بل أدى إلى نتيجة عكسية، وسمح لحماس بالتمسك بمواقفها ورفض الحلول السياسية، حسب قوله.
الهجوم على المجتمع الدولي: الضغط يجب أن يوجّه لحماس
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن الضغوط الدولية على إسرائيل جاءت في صالح حماس، وهي تعرقل إمكانية التوصل لحلول سلمية حقيقية.
وأضاف ساعر أن على المجتمع الدولي أن يحول ضغوطه نحو حماس، لا نحو إسرائيل، في تلميح إلى محاولات تحميل تل أبيب مسؤولية المجازر والانتهاكات المستمرة في قطاع غزة.
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال ساعر: "لا نمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة، ونرحب بأي جهة تريد المساهمة في إيصالها".
التحركات البريطانية: اعتراف قادم بالدولة الفلسطينية؟
وفي سياق دولي موازٍ، كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن كبار الوزراء في الحكومة البريطانية يمارسون ضغوطاً على رئيس الوزراء كير ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول سبتمبر.
ونقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء قوله إن الاعتراف بفلسطين هو مسألة توقيت فقط، ويجب أن يكون خطوة نحو سلام دائم ومستدام في المنطقة.
كارثة إنسانية في غزة وتنديد دولي
أصدر برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة بيانات تحذيرية من أن مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن خطر المجاعة، في ظل استمرار عجز منظمات الإغاثة عن إيصال المساعدات.
وفي الوقت نفسه، دعا مكتب الأمم المتحدة إسرائيل إلى حماية المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، بينما ندد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بمنع الصحافة العالمية من دخول القطاع، واصفًا ذلك بـ"جريمة تهدف إلى طمس الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج".
سموتريتش: غزة جزء من إسرائيل والاستيطان قادم
في تطور لافت، أعلن الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل، مؤكداً أن الاستيطان في القطاع بات أقرب من أي وقت مضى.
وأضاف: "لم نضحِّ بكل هذه الأرواح والموارد لكي نسلم غزة من عربي إلى عربي آخر"، مشيراً إلى أن عودة المستوطنات السابقة مثل غوش قطيف ليست الهدف فقط، بل أن غزة ستوفر لنا مساحة أكبر بكثير.
يبدو أن معركة التصريحات الدولية لا تقل ضراوة عن المواجهات العسكرية على الأرض، إذ تصر إسرائيل على رفض الضغوط بشأن الدولة الفلسطينية، بينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة يومًا بعد يوم.
ومع تحذيرات أممية من كارثة إنسانية شاملة، يبقى التساؤل: هل يتحرك المجتمع الدولي بفعالية لوقف نزيف الدم والمجاعة، أم أن الحسابات السياسية ستبقى عائقًا أمام أي سلام حقيقي؟