الأناناس: الفاكهة الاستوائية التي تميز طعمها وتواجه تحديات في الزراعة بالدول العربية

يعتبر الأناناس من الفواكه الاستوائية التي تتمتع بمذاق فريد يختلف عن أي فاكهة أخرى، وهو السبب الرئيسي وراء تفضيل الكثيرين لها. 

بالإضافة إلى طعمه المميز، يشتهر الأناناس بكونه فاكهة غنية بالعديد من الفوائد الصحية مثل تعزيز الجهاز المناعي وتحسين الهضم.

 وعلى الرغم من أهميته الاقتصادية والغذائية، إلا أن الأناناس لا يُزرع بشكل كبير في معظم الدول العربية، ما يتسبب في الاعتماد على استيراده من الدول المنتجة بكميات ضخمة.

أكبر 10 دول منتجة للأناناس في العالم

احتلت كوستاريكا المرتبة الأولى بين أكبر دول العالم في إنتاج الأناناس، حيث يصل إنتاجها إلى حوالي 2.9 مليون طن سنويًا، وفقًا لإحصائيات موقع Atlasbig. وتستحوذ قارة آسيا على أكثر من نصف المراكز العشر الأولى في قائمة أكبر الدول المنتجة للأناناس، كما يظهر في التوزيع التالي:

كوستاريكا: 2.9 مليون طن سنويًا

إندونيسيا: 2.8 مليون طن سنويًا

الفلبين: 2.8 مليون طن سنويًا

البرازيل: 2.3 مليون طن سنويًا

الصين: 2.3 مليون طن سنويًا

تايلاند: 1.8 مليون طن سنويًا

الهند: 1.7 مليون طن سنويًا

نيجيريا: 1.5 مليون طن سنويًا

المكسيك: 1.2 مليون طن سنويًا

كولومبيا: 927 ألف طن سنويًا

ومن المهم الإشارة إلى أنه لا توجد أي دولة عربية في هذه القائمة، مما يعكس تحديات كبيرة في زراعة الأناناس في العالم العربي.

شروط نجاح زراعة الأناناس

تعود الأصول النباتية للأناناس إلى أمريكا الجنوبية، ثم انتقل إلى المناطق الاستوائية في الولايات المتحدة ومن هناك انتشرت زراعته في مناطق مختلفة من آسيا، أفريقيا، وأستراليا. ولنجاح زراعة الأناناس، يجب أن تتوافر بعض الشروط البيئية والفنية التي تسهم في تحقيق إنتاجية جيدة وجودة عالية:

المناخ:

يحتاج الأناناس إلى مناخ دافئ يتراوح بين 24 إلى 30 درجة مئوية.

الحرارة المرتفعة دون تقلبات شديدة تُعد مثالية لزراعته.

التربة:

يفضل الأناناس النمو في التربة الرملية التي تكون جيدة التصريف للمياه.

يجب أن تتوفر في التربة المغذيات الضرورية لنمو النبات بشكل جيد.

الري:

الأناناس لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، لذا فإن الري بالتنقيط يعد الأنسب له.

يمكن زراعة الأناناس في الربيع والخريف، وفي المناطق الدافئة ذات الري الجيد، يمكن زراعته على مدار السنة.

لماذا لا يُزرع الأناناس بكثافة في الدول العربية؟

رغم أن الأناناس يمكن أن يكون محصولًا مربحًا، إلا أن زراعته في الدول العربية تواجه عدة تحديات، أهمها:

المناخ الحار والجاف:

يحتاج الأناناس إلى درجات حرارة تتراوح بين 22 إلى 30 درجة مئوية على مدار العام دون تقلبات حادة، وهو أمر غير متوفر في معظم المناطق العربية التي تتميز بمناخ صحراوي أو متوسطي.

الرطوبة العالية:

يحتاج الأناناس إلى رطوبة عالية وأمطار منتظمة، أو ري مستمر، وهو ما لا يتوفر بكثرة في الدول العربية، خاصة في مناطق الخليج العربي و شمال أفريقيا التي تعاني من شح المياه.

التحديات المائية:

زراعة الأناناس تتطلب ريًا منتظمًا وغزيرًا، وهذا يمثل تحديًا إضافيًا في الدول التي تعاني من نقص الموارد المائية، مما يجعل زراعة الأناناس غير اقتصادية أو غير مستدامة في هذه المناطق.

فرص زراعة الأناناس في مصر

على الرغم من هذه التحديات، هناك فرص لزراعة الأناناس بنجاح في بعض المناطق المصرية، حيث أشار تقرير صادر عن معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية إلى أن هناك عدة شروط يجب أن تتوافر لتحقيق نجاح زراعة الأناناس في مصر:

استخدام التقنيات الحديثة:

يجب الاعتماد على التقنيات الحديثة في الزراعة، مثل استخدام الصوب الزراعية التي توفر تحكمًا دقيقًا في درجة الحرارة والرطوبة.

استخدام الأسمدة المناسبة:

ضرورة استخدام أنواع معينة من الأسمدة الطبيعية والمواد العضوية لتعزيز نمو النبات وتحقيق إنتاجية عالية.

دراسة الأسواق الدولية:

دراسة الفرص المتاحة في الأسواق الدولية، خاصة فيما يتعلق بمعايير المبيدات لضمان تصدير الأناناس المصري وفقًا للمعايير العالمية.

التعاون بين المزارعين والصناعات المحلية:

يجب إيجاد شراكات بين المزارعين والمصانع المحلية لتحويل المحصول إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل المربى، العصائر، و المجففات.

تطوير وسائل التسويق:

ضرورة تحسين جودة المنتجات المصرية والتوجه نحو التصدير لتحقيق أرباح أكبر، وتوسيع أسواق التوزيع.