كشفت صحيفة التلجراف البريطانية، الإثنين، أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يستعد هذا الأسبوع للكشف خطة مفصّلة تمهيدًا للاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة قد تشكّل تحوّلًا مهمًا في السياسة الخارجية البريطانية إزاء القضية الفلسطينية.
تأتي هذه الخطوة المرتقبة وسط ضغوط متزايدة من داخل حزب العمال، حيث عبّر عدد من نوابه عن مخاوف من أن تأخير الاعتراف قد يمنح ميزة لحزب اليسار الجديد الذي يسعى جيريمي كوربين إلى تأسيسه.
تنسيق فرنسي-بريطاني مرتقب
ووفق الصحيفة، فإن ستارمر سيعرض "تصورًا متكاملًا" لما يجب أن يتحقق قبل اتخاذ خطوة الاعتراف الرسمي، في ظل تحرك دبلوماسي أوروبي متسارع لدعم حل الدولتين.
وأشارت التلجراف إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحثّ ستارمر على تسريع وتيرة الاعتراف خلال زيارته المرتقبة إلى لندن، حيث تأمل باريس أن يُسهم الاعتراف بدولة فلسطين في تحفيز استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان ماكرون قد أعلن مؤخرًا أن فرنسا تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، معتبرًا أن ذلك يمثل دعمًا عمليًا لحل الدولتين، الذي يرى كثيرون أنه السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
الاعتراف.. بين الالتزام والمناورة
قال أحد نواب حزب العمال للصحيفة إن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب ألا يُستخدم كورقة مساومة سياسية، بل ينبغي أن يكون التزامًا مبدئيًا وأخلاقيًا"، مضيفًا: "هناك شعور متنامٍ داخل الحزب بأن الوقت حان لاتخاذ موقف منصف وواضح".
ويمثّل موقف بريطانيا أهمية رمزية وسياسية بالغة نظرًا لتاريخها في الشرق الأوسط ودورها في إنشاء دولة إسرائيل، ما يجعل أي تحرك بريطاني نحو الاعتراف بفلسطين محط اهتمام عالمي.
موجة اعتراف أوروبية
تتزامن التحركات البريطانية مع تغيرات لافتة في المواقف الأوروبية، حيث اعترفت كل من إيرلندا، إسبانيا، والنرويج مؤخرًا بدولة فلسطين. كما أظهر مؤتمر الأمم المتحدة الأخير في نيويورك إجماعًا متزايدًا على دعم حل الدولتين كإطار لإنهاء الصراع.
ورغم غياب إعلان رسمي حتى الآن من الحكومة البريطانية بشأن تفاصيل خطة ستارمر، إلا أن مصادر سياسية توقعت أن تتضمن الخطة معايير محددة، أبرزها: إحراز تقدم في مفاوضات السلام، ووقف التصعيد العسكري، وعودة السلطة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة.
