أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق أن الموقف المصري، تعرض في الأيام الماضية لمحاولات تشويه، مشيرا إلى أن بعضها بحسن نية وأكثرها بسوء نية، لمحاولة التشكيك في دور مصر وموقفها.
وقال حسين في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "ليس جديدًا القول إن مصر هي الدولة العربية الأكثر تضحية من أجل القضية الفلسطينية. بالأرقام والبيانات والمعلومات، مصر هي التي خاضت أربع حروب من أجل القضية الفلسطينية في أعوام 1948، 1956، 1967، و1973، وحتى في حرب الاستنزاف".
وأضاف: "حتى قبل زرع إسرائيل في المنطقة عام 1948، كان لمصر دور مهم وواضح في محاولة إقامة دولة فلسطينية، بدلًا من الكيان الصهيوني الذي فُرض على المنطقة. وإذا افترضنا أن هناك من نسي هذا التاريخ، فإن الموقف المصري، منذ 7 أكتوبر 2023 مع بدء العدوان الإسرائيلي، كان الأكثر دفاعًا عمليًا عن القضية الفلسطينية".
وتابع: "مصر هي التي استضافت المباحثات وسعت بكل الطرق إلى وقف إطلاق النار، ونجحت أحيانًا، ولكن التعنت والمراوغة الإسرائيلية أفشلتا بقية المحاولات، مصر هي التي تحملت عبء إدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني. أكثر من 70% من هذه المساعدات".
وأوضح: "عدد كبير من الناس لا يدرك حقيقة الموقف على الأرض لا يوجد سوى معبر واحد بين مصر وقطاع غزة، هو معبر رفح، وهذا المعبر، طبقًا لاتفاقية المعابر بعد عودة القطاع إلى السلطة الفلسطينية عام 2005، هو معبر مخصص لعبور الأفراد فقط".
وأكمل: "البضائع، فهي تعبر من المعابر الموجودة بين إسرائيل وقطاع غزة، وهي أربعة معابر، تبدأ من كرم أبو سالم على الحدود المصرية-الفلسطينية-الإسرائيلية، وتنتهي بمعبر إيرز في أقصى شمال القطاع عند بيت حانون معبر رفح، ورغم كونه معبر أفراد، دخلت منه شاحنات كثيرة مباشرة إلى غزة. إسرائيل، حينما بدأت تسعى إلى تحويل قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة، قامت بتدمير الجانب الفلسطيني من هذا المعبر، فأصبح غير صالح للاستخدام حاليًا في إدخال المساعدات".
واختتم: "المساعدات التي تدخل الآن أو دخلت في الأسابيع الماضية، تمر من معبر رفح ثم تسلك طريقًا موازيًا على امتداد 14 كيلومترًا بمحاذاة الحدود المصرية-الفلسطينية حتى تصل إلى معبر كرم أبو سالم، وهناك يتم تسليمها للجانب الإسرائيلي حيث تُفتّش وتُؤخَّر وأحيانًا تُتلف، ثم تدخل إلى غزة بالكيفية التي تراها إسرائيل مناسبة بالتالي، يتوقف دور مصر عند تسليم المساعدات بعد عبورها من رفح أو كرم أبو سالم".