شهد السودان، اليوم الأحد 27 يوليو 2025، سلسلة من التطورات السياسية والإنسانية والدبلوماسية، تزامنًا مع استمرار جهود تشكيل "حكومة الأمل" ودعم المجتمع الدولي للانتقال السياسي، وسط تحذيرات من مخاطر التحالفات العسكرية والسياسية الموازية في ظل الحرب المستمرة.
تعيينات وزارية جديدة في "حكومة الأمل"
أصدر رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، الدكتور كامل إدريس، قرارًا مساء الأحد بتعيين عدد من الوزراء ووزراء الدولة، في إطار استكمال تشكيل حكومة المرحلة الانتقالية.
وتضمن القرار تعيين خمسة وزراء وثلاثة وزراء دولة، وذلك على النحو التالي:
لمياء عبد الغفار خلف الله أحمد – وزيرة لشؤون مجلس الوزراء
المعتصم إبراهيم أحمد – وزير للطاقة
أحمد الدرديري غندور – وزير للتحول الرقمي والاتصالات
التهامي الزين حجر محمد – وزير للتعليم والتربية الوطنية
أحمد آدم أحمد – وزير للشباب والرياضة
عمر صديق – وزير دولة بالخارجية والتعاون الدولي
محمد نور عبد الدائم عبد الرحيم محمد – وزير دولة بالمالية
سليمى إسحق محمد – وزيرة دولة بوزارة الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من ترتيبات الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة تحت مسمى "حكومة الأمل"، وسط آمال بتكريس العمل المؤسسي وإعادة بناء الدولة.
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للسودان واحترام سيادته
وفي السياق ذاته، جدّد الخبير الأممي المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، التزام الأمم المتحدة بدعم السودان في مسار الانتقال، مشددًا على احترام سيادته والعمل على إنجاح المرحلة الانتقالية وصولًا إلى الحكم المدني.
جاء ذلك خلال لقائه بوكيل وزارة الخارجية بالإنابة، إدريس إسماعيل، في مدينة بورتسودان، حيث ناقش الطرفان قضايا العدالة الانتقالية، وعودة النازحين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
انشقاقات داخلية تكشف استمرار التنسيق بين "صمود" والدعم السريع
من جهة أخرى، كشف القيادي المنشق عن مليشيا الدعم السريع وعضو ما يُعرف بالمجلس الاستشاري السابق للمليشيا، عبد العظيم سليم، عن استمرار التنسيق بين تحالف "صمود" والمليشيا المتمردة، محذرًا من أن هذا التحالف يُعيد تدوير قوى سياسية فشلت في السابق تحت لافتات جديدة.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان، اتهم عبد العظيم تلك القوى بـ "السعي إلى تقويض الدولة ودعم الحرب للوصول إلى السلطة"، واصفًا تحالف "صمود" بأنه امتداد لمحاولات شرعنة وجود المليشيا التي ارتكبت، حسب وصفه، انتهاكات واسعة في الخرطوم والجزيرة.
الجامعة العربية ترفض فرض حكومة موازية
في موقف داعم لوحدة السودان، أدانت جامعة الدول العربية بشدة إعلان تحالف مدعوم من المليشيا عن تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا، معتبرة ذلك تعديًا على الشرعية وتقويضًا لوحدة البلاد.
مناشدات لرفع الحصار عن الفاشر
في تطور ميداني آخر، دعا التيار الإسلامي العريض المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لرفع الحصار عن مدينة الفاشر، وتمكين المنظمات الإنسانية من أداء مهامها دون عوائق، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة في المدينة المحاصرة.
قطار العودة الطوعية الثاني ينطلق من مصر
على صعيد إنساني، أعلنت منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية المصرية، عن تسيير القطار الثاني للعودة الطوعية للسودانيين من مصر إلى البلاد، يوم الإثنين، بحضور سفير السودان بالقاهرة، السفير عماد الدين عدوي.
وأكدت المنظومة أن الرحلات تُسير بتوجيه مباشر من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مشيدة بجهود نائب رئيس الوزراء المصري الفريق كامل الوزير، وبتخصيص قطارات أسبوعية لنقل المواطنين السودانيين في ظل ظروف الحرب.
في النهاية التحديات السياسية ومساعي الانتقال، تؤكد الوقائع في السودان أن المشهد لا يزال يتشكل وسط تجاذبات حادة، إلا أن التوافق الوطني والدعم الدولي يبقيان الأمل قائمًا لبناء دولة مدنية مستقرة، تتجاوز آلام الحرب وتعقيدات المرحلة.