شهد إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي تراجعًا خلال شهر مايو/أيار الماضي بمقدار 200 مليون متر مكعب على أساس سنوي؛ ما شكّل ضغطًا على صادرات البلاد من الغاز المسال التي سجّلت انخفاضًا كبيرًا في النصف الأول من العام الجاري.
وكان إنتاج البلاد من الغاز قد انخفض إلى 98.41 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مقابل 105.24 مليار متر مكعب في عام 2023، أي بمقدار تراجع سنوي 6.82 مليار متر مكعب، وفق بيانات جمعتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتعمل الجزائر على زيادة إنتاجها واحتياطياتها من النفط والغاز عبر طرح مناطق جديدة على شركات عالمية؛ إذ وقّعت 5 عقود جديدة مع 8 شركات فائزة في جولة تراخيص النفط والغاز الأخيرة نهاية 2024.
ومن المقرر أن تسهم العقود الجديدة في استغلال بعض الاحتياطيات المقدرة بنحو 330 مليار متر مكعب من الغاز، و349 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب، إضافة إلى 562 مليون برميل من النفط.
إنتاج الجزائر من الغاز في مايو
توضح أرقم مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) أن إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي انخفض إلى 7.85 مليار متر مكعب خلال شهر مايو/أيار 2025، مقابل 8.05 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من 2024.
ويأتي ذلك، بعد أن سجل إنتاج الجزائر من الغاز في شهر يناير/كانون الثاني الماضي قرابة 9.75 مليار متر مكعب، وهو أعلى مستوى له منذ مارس/آذار 2023 عندما بلغ 13.17 مليار متر مكعب.
جدير بالذكر أن بيانات جودي عن إنتاج الغاز الجزائري منذ بداية العام الجاري لم تشمل سوى شهري مايو/أيار ويناير/كانون الثاني الماضيين فقط.
ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي على أساس شهري منذ عام 2022 حتى يناير/كانون الثاني 2025:
وفي مقابل ذلك، تراجع استهلاك الجزائر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة إلى 1.6 مليار متر مكعب خلال شهر مايو/أيار 2025، مقابل 1.69 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من عام 2024.
وتعتمد الجزائر على الغاز الطبيعي بصورة شبه كلية في توليد الكهرباء؛ إذ بلغت حصته قرابة 98.7% في مزيج التوليد خلال عام 2024، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر".
وتسعى البلاد إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة عبر إضافة 15 ألف ميغاواط إلى القدرة العاملة بحلول 2035، ما قد يسهم في تنويع مزيج الكهرباء الوطني، ويخفض من الاعتماد على الغاز بصورة كبيرة.
صادرات الجزائر من الغاز المسال
بالتزامن مع انخفاض إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي، نفذت البلاد عمليات صيانة واسعة النطاق في منشآت سكيكدة وأرزيو، ما ألقى بنتائج سلبية على صادرات البلاد من الغاز المسال.
وتظهر بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في النصف الأول من 2025" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، أن صادرات الجزائر من الغاز المسال انخفضت إلى 4.79 مليون طن في المدّة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، مقابل 6.25 مليون طن في المدّة نفسها من 2024، أي بمقدار انخفاض سنوي 1.46 مليون طن.
ومع انتهاء عمليات الصيانة، ارتفعت الصادرات في الربع الثاني من 2025 إلى 2.55 مليون طن، بعد تراجعها في الربع الأول إلى 2.24 مليون طن، وهو أقلّ مستوى فصلي منذ الربع الثالث لعام 2018، عندما بلغت 1.98 مليون طن.
ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات الجزائر من الغاز المسال على أساس فصلي:
وحصلت تركيا وفرنسا على ما يتجاوز 62% من صادرات الغاز المسال الجزائري خلال النصف الأول من 2025، بكمية 1.64 مليون طن و 1.34 مليون طن على الترتيب.
وفي السياق نفسه، تراجعت صادرات البلاد من الغاز عبر الأنابيب خلال شهر مايو/أيار الماضي إلى 2.86 مليار متر مكعب، مقابل 3.03 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إنتاج الجزائر من الغاز من مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)
- صادرات الجزائر من الغاز المسال من وحدة أبحاث الطاقة
- مزيج توليد الكهرباء في الجزائر من مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر"
