بردية الموتى في الغريفة.. كشف مصري يعيد كتابة المعتقدات الجنائزية القديمة

بردية الموتى في الغريفة.. كشف مصري يعيد كتابة المعتقدات الجنائزية القديمة
بردية الموتى في الغريفة.. كشف مصري يعيد كتابة المعتقدات الجنائزية القديمة

في إنجاز أثري غير مسبوق، أعلن علماء الآثار عن اكتشاف نسخة شبه كاملة من "كتاب الموتى" في منطقة الغريفة بمحافظة المنيا، داخل مقبرة لم تُمس منذ آلاف السنين، تعود لمسؤول رفيع يُدعى "أمنحتب" من عصر الدولة الحديثة (1550–1070 قبل الميلاد).

البردية، التي يبلغ طولها أكثر من 13 مترًا، وُجدت بحالة حفظ استثنائية، وتُعد أول نسخة كاملة يُعثر عليها في هذه المنطقة، ما يجعلها اكتشافًا مفصليًا في علم المصريات.

رسائل من العالم الآخر

بردية الغريفة لا تعيد فقط تأكيد ما هو معروف عن "كتاب الخروج إلى النهار" – الاسم الأصلي لـ"كتاب الموتى" – بل تقدم فصولًا وتعويذات لم تكن مدونة من قبل، إلى جانب رسوم توضيحية تختلف كليًا عن النسخ التقليدية.

ويعكف علماء الآثار حاليًا على دراسة هذه الأجزاء الجديدة لفهم دلالاتها الرمزية، خصوصًا في ما يتعلق بمحاكمات الروح وتحديات العالم السفلي، والتي كان يُعتقد أن المتوفى يواجهها في رحلته نحو الخلود.
وقد وصفتها العالمة لارا فايس، المديرة التنفيذية لمتحف رومر وبيليسيوس بألمانيا، بأنها "اكتشاف نادر ومذهل"، مشيرة إلى أن العثور على بردية كاملة في موضعها الأصلي "أمر استثنائي بكل المقاييس".

فن وديانة

لا تقتصر قيمة البردية على محتواها الديني، بل تشمل أيضًا جوانب فنية وثقافية، حيث تُظهر جودة النصوص والرسوم مدى تقدم الكتبة والفنانين المصريين القدماء.
وتعكس دقة النقوش والرموز اهتمامًا بالغًا بالتفاصيل، ما يجعل من هذه البردية عملًا فنيًا فريدًا، فضلًا عن كونها وثيقة روحية ذات عمق لاهوتي.

ووفقًا لمركز البحوث الأمريكية في مصر، فإن هذه البردية "تفتح آفاقًا جديدة لفهمنا للنظام العقائدي المصري القديم"، وتُظهر مدى تطور وتنوع النصوص الجنائزية باختلاف الفترات والطبقات الاجتماعية.

ثروة أثرية

لم تقتصر الاكتشافات في مقبرة "أمنحتب" على البردية، بل شملت أيضًا كنوزًا جنائزية متنوعة:
أكثر من 25 ألف تمثال "أوشابتي"، توابيت حجرية وخشبية منقوشة، آلاف التمائم، أوانٍ كانوبية، ومجموعة متميزة من الأدوات والرموز الجنائزية.

ومن أبرز القطع المكتشفة تابوت السيدة "تا-دي-عيسى"، ابنة الكاهن الأكبر للإله تحوت، والذي وُجد بجانبه صندوقان يحتويان على أوانيها الكانوبية وتماثيل "أوشابتي" وتمثال للإله "بتاح سوكر".

كنوز تعيد رسم الطقوس الجنائزية

تأمل وزارة السياحة والآثار المصرية في عرض هذه الكنوز، وعلى رأسها بردية "كتاب الموتى"، في المتحف المصري الكبير، ما سيتيح للجمهور فرصة نادرة لمعايشة جانب روحي وفني من أعماق الحضارة المصرية.

وقالت صحيفة "إندي 100" إن "هذا الكشف يشكل نقطة تحول في فهمنا لعالم المصريين القدماء بعد الموت"، ويقدم نموذجًا متكاملًا لطقوس التحنيط، والمعتقدات المرتبطة بالبعث والحساب، ومفاهيم الجنة والنقاء الروحي.

469.jpg
468.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جدول مباريات الأهلي في بطولة الدوري الممتاز 2025-2026
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية