مع حلول الصيف، تنبعث من جديد شكايات الجالية المغربية مع “ارتفاع تذاكر النقل البحري”. ورغم دخول فاعلين جدد إلى هذا السوق، تغيب الأسعار التي تخلق الارتياح الواسع عند الفئة المستهدفة.
ووصلت شكايات الجالية إلى قبة البرلمان مع توجيه فريق الأصالة والعاصرة بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجيستيك حول “سبل استعجال مراجعة تذاكر النقل البحري، وتوفير أثمنة مناسبة، ووقف ممارسات المطالبة بأداء مبالغ إضافية في حالة الرغبة في تغيير التذاكر”.
ويشتكي عدد من مغاربة العالم، وفق المصدر ذاته، من “فرض أداء مبالغ إضافية محددة في 10 يورو عند التعبير عن رغبتهم في تغيير التذاكر.
وقال توفيق سلمون، مهاجر مغربي مقيم بالديار الإسبانية: “هناك حيف ضد الجالية المغربية في أسعار البواخر التي تنطلق من إسبانيا نحو ميناء طنجة مقارنة بتلك التي تتجه نحو سبتة ومليلية أو جزر إسبانية أخرى”.
وأوضح سلمون، في تصريح لهسبريس، أن “رحلة أسرة من طريفة الإسبانية إلى طنجة المغربية ذهابا عبر الباخرة تساوي 289 يورو، في حين إن رحلة من برشلونة إلى جزيرة فينتورا التي تشكل مسافة جد كبيرة لا تتعدى 130 يورو”.
وتابع: “هذه الأسعار خيالية وليس لها تفسير سوى إمكانية وجود ضرائب ثقيلة من السلطات المغربية تجاه هذه الشركات، أو إن الأخيرة تفرض الأسعار كما تريد بكل حرية”.
وأشار المتحدث إلى أن “هذا الأمر يثقل كاهل أسر مغاربة العالم. وبالنسبة لمن يمكثون في بلجيكا أو دول أوروبية أخرى، ترتفع التكلفة بشكل خيالي”، معتبرا أن الحديث عن الرحلات عبر الطائرات مستحيل بسبب الأثمنة المرتفعة ذهابا وإيابا.
واشتكى سلمون من كون الفاعلين في مجال النقل البحري من الجانب المغربي، هم أيضا “يرفعون الأسعار مع حلول الصيف بشكل كبير”.
من جهته، نادى بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بـ”توفير تذاكر نقل بحرية وجوية منخفضة مخصصة في كل موسم للجالية المغربية”، و”استعجال حلول مبتكرة في الظرفية الحالية”.
وقال الخراطي لهسبريس إن ارتفاع أسعار تذاكر النقل البحري والجوي “يهدد مكونا اقتصاديا كبيرا بالنسبة للمغرب، حيث توفّر الجالية نسبة كبيرة من العملة الصعبة”، معتبرا ممارسات شركات النقل البحري “غير مبررة، وتستغل توافد الجالية لتفرض أسعارا كبيرة”.
وحذر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك من أن تجاهل موضوع تذاكر الجالية الذي يتكرر كل سنة، “يدفع الأجيال الجديدة من مغاربة العالم لتفضيل وجهات أخرى للسياحة”.
