تشهد اليونان حالة طوارئ بيئية خطيرة مع تصاعد موجة الحر الثالثة خلال هذا الصيف، إذ يكافح رجال الإطفاء حرائق غابات ضخمة اندلعت قرب العاصمة أثينا وفي مناطق متفرقة من البلاد، ما اضطر السلطات إلى إخلاء عدد من القرى والتجمعات السكنية، وسط تحذيرات من وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية قد تلامس 44 درجة مئوية.
قرى تحترق شمال أثينا
في مشهد مقلق يتكرر كل صيف، تصاعدت سحب كثيفة من الدخان فوق قرية دروسوبيي، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترًا شمال العاصمة أثينا، بعد أن التهمت النيران أحراجًا مجاورة تضم مصانع تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ما أدى إلى دوي انفجارات عنيفة هزّت المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن طائرات مروحية ألقت كميات كبيرة من المياه على ألسنة اللهب، فيما يواصل أكثر من 26 فريق إطفاء مدعومين بطائرتين متخصصتين جهودهم للسيطرة على الحريق.
وفي السياق ذاته، شبّ حريق في منزلين على الأقل، فيما دعت السلطات في اليونان سكان قرية كريونيري إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى العاصمة.
44 درجة مئوية تهدد باندلاع المزيد
بحسب هيئة الأرصاد الجوية اليونانية، فإن البلاد تواجه واحدة من أشد موجات الحر هذا العام، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية، ما يزيد من احتمالية اشتعال مزيد من الحرائق في المناطق الجافة.
إيفيا وميسينيا وكيثيرا في مرمى النيران
على جزيرة إيفيا، انتشر 115 رجل إطفاء مدعومين بـ24 مركبة، بالإضافة إلى ست طائرات وسبع مروحيات، لمحاولة احتواء الحريق الذي يهدد قرية تريادا، إلا أن الرياح القوية تعرقل العمليات وتزيد من صعوبة السيطرة على النيران.
أما في جزيرة كيثيرا، فقد أخلت السلطات قرى أرونياديكا وبيتسيناديس وأريوي كإجراء احترازي، كما تم إصدار أوامر إجلاء في منطقتي كريونيري وسيلاس غرب أثينا.
حالة تأهب قصوى في اليونان
تندرج هذه المواقع المتأثرة على قائمة المناطق التي أعلنتها السلطات اليونانية في حالة تأهب قصوى بسبب اندلاع حرائق غابات محتملة، في ظل استمرار الموجة الحارة والرياح الشديدة.
ويعد هذا التصعيد البيئي مؤشراً خطيراً على مدى هشاشة الوضع المناخي في دول البحر المتوسط، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تجعل من الصيف موسمًا مروعًا تعيش فيه اليونان سنويًا كابوس الحرائق.
