أكد العميد طارق العكاري، الخبير الاستراتيجي، أن موقف الرئيس الفرنسي بشأن القضية الفلسطينية تغير بشكل لافت، مشيرا إلى أن زيارته إلى مصر كان تحول نوعي في موقف فرنسا.
وقال العكاري في مداخلة مع برنامج "السادسة" المذاع على قناة "الحياة": "الرئيس السيسي اليوم بني على التقارب والشرح المفصل الذي تلقاه الرئيس الفرنسي ماكرون أثناء زيارته لمنطقة خان الخليلي قبل عدة أشهر والحقيقة أن تلك الزيارة كانت نقطة تحول نوعي في موقف فرنسا، حيث بدأت تميل إلى رؤية أكثر توازنًا وعدلًا بعد أن كانت تنحاز بشكل كامل إلى إسرائيل".
وأضاف: "أكد الرئيس ماكرون، خلال اتصاله مع الرئيس، ضرورة إرسال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ وملائم إلى أهالي غزة، ليس وفقًا لما تقبل به إسرائيل، بل بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية هناك".
وتابع: "الرئيس الفرنسي أعاد التأكيد على تصريحاته السابقة بشأن اعتزام فرنسا إعلان اعترافها بقيام الدولة الفلسطينية، وذلك خلال أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر المقبل، في إطار جهود فرنسا المتواصلة لتنفيذ حل الدولتين".
وأكمل: "منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، بدأ الحديث الجاد يتزايد مجددًا حول حل الدولتين وحتى وإن لم يكن هناك تصريح مباشر من الرئيس الأمريكي، إلا أن مستشاريه أشاروا إلى أنه لا يمانع في قيام دولة فلسطينية، كما تخلى تمامًا عن فكرة التهجير".
وأوضح: "بالنسبة لموقف مصر، فإنه واضح وجلي أمام الجميع، وما تقدمه الدولة المصرية من دعم لغزة يبث مباشرة على الهواء أما من يشكك في هذا الدور، فهم لا يؤمنون أصلًا بما يروجونه، بل يمارسون دعاية مغرضة تشبه ما كان يمارسه وزير إعلام هتلر، الذي قال اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".
وأكمل: "لدينا أدلة واضحة؛ فمعظم رؤساء الدول الأوروبية زاروا معبر رفح المفتوح، وأُجريت مؤتمرات صحفية على الهواء مباشرة تؤكد ذلك حتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش زار المعبر".
وواصل: "الجميع بأن الجانب الإسرائيلي هو من دمر المعبر من جهة قطاع غزة، ومصر هي التي قامت بإصلاحه، وجلبت المعدات اللازمة لذلك، كي تستمر المساعدات في الدخول".
واختتم: "لا أرى أن مصر تحتاج إلى الدفاع عن نفسها؛ دورها في دعم القضية الفلسطينية ممتد منذ أكثر من سبعين عامًا، وهو دور لا يمكن لأحد أن ينكره فلسطين دولة جارة منقسمة، وتعاني من احتلال متطرف ووحشي لا يستطيع أن يتعايش مع غيره في المنطقة هذا هو جوهر الأزمة".
