من المتوقع أن ينعقد مزيد من المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية، خاصة بعد الأجواء الإيجابية التي شهدتها جولة أمس الجمعة 25 يوليو/تموز 2025 في إسطنبول بتركيا، وفق تصريحات مسؤولين في طهران.
وانعقدت الجولة الأولى من المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية من ممثلي 3 دول في القارة، بعد جدال واسع بسبب رفض إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية وأميركية لمواقع نووية عديدة، في حرب عُرفت بـ"حرب الـ12 يومًا".
وقال نائب وزير خارجية إيران ماجيد تاخت راوانجي، إن الطرفين يتفقان على أن هناك حاجة إلى جولة أخرى من المحادثات النووية قريبًا جدًا، بعد مفاوضات إسطنبول، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف، عقب مقابلة مع نظرائه من كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، "أن هناك اهتمامًا باستمرار المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية في المستقبل القريب من قِبل الطرفين"، وفق ما نُشر في وكالة الأنباء شبه الرسمية في إيران "إيرانيان ستيودينتس"، اليوم السبت 26 يوليو/تموز 2025.
المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية "جيدة"
وصف مسؤول في طهران المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية في تركيا بـ"الجيدة".
وأكد نائب وزير خارجية إيران ماجيد تاخت راوانجي، قوله بما ذكره مسؤول إيراني آخر رفيع المستوى أيضًا، هو نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، الذي شارك في المحادثات، بأنها كانت "جادة وصريحة ومفصلة".
ورغم أن راوانجي ذكر أن الطرفين اتفقا على عقد جولة أخرى من المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية؛ فإنه لم يحدد موعدًا لهذه الجولة.
وكانت جولة أمس بين إيران من جانب و3 دول أوروبية هي: فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، الأولى لكسر الجمود بشأن مفاوضات الاتفاقية النووية المُبرمة عام 2015، والتي انسحبت منها أميركا في 2018، وتعطلت بعد الحرب على إيران، من قِبل تل أبيب ثم واشنطن في يومها الأخير.
وتستمر الدول الأوروبية إلى جانب روسيا والصين في الاتفاقية النووية مع إيران، لكن الأولى كرّرت تهديدها لإيران بتطبيق آلية "سناب باك" أو "الزناد"، التي تسمح لأي من الدول المشاركة بإعادة العقوبات على إيران إذا وجدت أنها لا تلتزم بالاتفاقية، وهو ما يضيع الفرصة على طهران بإزالة كل القيود على البرنامج النووي قبل نهاية العام الجاري.
وقال آبادي، في هذا الشأن: "قدم الجانبان أفكارًا محددة بشأن تخفيف العقوبات والقضية النووية، وبينما انتقدنا بشدة مواقفهم بشأن الحرب العدوانية الأخيرة على شعبنا، أوضحنا مواقفنا المبدئية، بما في ذلك ما يسمى بآلية سناب باك".

رفع قيود البرنامج النووي
تنتهي مدة الاتفاقية النووية الإيرانية مع الدول الغربية في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، والتي تعني إلغاء كل القيود على البرنامج النووي الإيراني، ما لم يجر تفعيل آلية "الزناد" وفرض عقوبات جديدة، وتريد أوروبا من طهران، التي عقدت جولة مباحثات معها أمس، أن تعود لمسار الالتزام قبل حلول الموعد بشهر تقريبًا، حتى تمدد الموعد النهائي للاتفاقية 6 أشهر.
ويؤدي تفعيل الآلية إلى إعادة فرض العقوبات تلقائيًا، والتي تستهدف قطاعات النفط والغاز والبنوك والدفاع.
وقال دبلوماسيون إنهم يريدون من إيران اتخاذ خطوات ملموسة لإقناعهم بتمديد الموعد النهائي لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ولإقناع الغرب تحتاج إيران إلى تقديم التزامات بشأن محادثاتها النهائية مع واشنطن، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى الكشف عن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب (60%) والتي اختفت بعد انتهاء حرب أميركا وإسرائيل على إيران.
وقبل بدء المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية، عبّر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، عن تفاؤله بإمكانات استئناف زيارات التفتيش في طهران العام الجاري.
من جهة أخرى، لم يستبعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، المسار الديبلوماسي مع إسرائيل بعد توقف الحرب.
وقال الرئيس، اليوم السبت 26 يوليو/حزيران 2025، إنه رغم استمرار القلق بشأن وقف الحرب مع إسرائيل، فإنه ما زال منفتحًا على المسار الدبلوماسي مع تل أبيب.
وأضاف بزشكيان: "أحد جانبي المعادلة هو قواتنا الدفاعية والأمنية، التي يجب أن تكون مستعدة وتعمل بقوة للدفاع، والجانب الآخر هو الدبلوماسية، التي يجب أن تظل نشطة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إيران تتوقع مزيد من المحادثات النووية مع الـ 3 دول أوروبية قريبًا من بلومبرغ.
- إيران وأوروبا يعقدون محادثات نووية "صريحة" مع اقتراب تطبيق عقوبات الأمم المتحدة من رويترز.