ترامب , في تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى إسكتلندا، عبّر عن قلقه العميق من ما وصفه بـ”الغزو المروع” للمهاجرين إلى أوروبا، معتبرًا أن استمرار تدفقهم يهدد كيان القارة العجوز ووجودها. التصريحات جاءت بعد وصوله إلى مدينة جلاسكو في مستهل زيارة استغرقت أربعة أيام، حيث شدد على ضرورة تحرك القادة الأوروبيين للسيطرة على أزمة الهجرة.
غزو مروع يجب إيقافه فورًا
قال الرئيس الأمريكي في تصريحاته للصحافة أثناء هبوط طائرته: “هناك غزو مروع يجري الآن في أوروبا، ويجب أن يتم إيقافه فورًا”. وأضاف أن ما يحدث لا يمكن التغاضي عنه، مشيرًا إلى أن بعض الدول الأوروبية تعاني بشكل كبير بسبب التدفق المستمر للمهاجرين غير الشرعيين، والذين، بحسب رأيه، يهددون الاستقرار الأمني والثقافي في عدد من الدول الأوروبية.
وقد عبّر عن أسفه من عدم اعتراف العالم بالجهود التي يبذلها بعض القادة الأوروبيين الذين يحاولون التصدي لهذه الظاهرة، مضيفًا: “هؤلاء القادة لا يحصلون على التقدير الذي يستحقونه، رغم أنهم يحاولون حماية بلدانهم وشعوبهم من انهيار اجتماعي محتمل”.
رسالة مباشرة من ترامب لبريطانيا وأوروبا
وفي سياق حديثه عن بريطانيا، وجّه رسالة واضحة للحكومة البريطانية حول ضرورة التحرك العاجل لضبط الحدود ومراقبة تدفق المهاجرين. وقال: “إذا لم تنظموا أموركم فيما يتعلق بالهجرة، فلن تكون لديكم أوروبا كما تعرفونها اليوم، وستتغير هويتها إلى الأبد”.
هذا التصريح يأتي في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل أوروبا حول كيفية التعامل مع أزمة الهجرة غير الشرعية، خاصة في ظل استمرار الحروب والأزمات الاقتصادية في مناطق متعددة من العالم، والتي تدفع بآلاف الأشخاص إلى البحث عن حياة أفضل في القارة الأوروبية.
ترامب يستشهد بأمريكا نموذج في مراقبة الحدود
لم يفت الرئيس الأمريكي أن يستشهد بسياسات الهجرة التي اتبعها خلال رئاسته، والتي جعلت من مراقبة الحدود إحدى أولوياته القصوى. وقال في تصريحاته: “في الشهر الماضي، لم يدخل أي مهاجر غير شرعي إلى الولايات المتحدة، وهذا إنجاز يجب أن تفخر به البلاد”.
يُذكر أن ترامب اتبع سياسات متشددة تجاه المهاجرين خلال فترة رئاسته، وكان من أبرزها بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وتقييد الدخول من بعض الدول ذات الغالبية المسلمة. وقد أثارت هذه السياسات الكثير من الجدل محليًا ودوليًا، لكنها لقيت أيضًا دعمًا من شرائح واسعة من المجتمع الأمريكي ترى في الهجرة غير المنظمة خطرًا على الاقتصاد والأمن القومي.
تحذير ورسالة سياسية
تصريحاتم الأخيرة لا تُعد مجرد رأي شخصي، بل تحمل في طياتها رسالة سياسية موجهة إلى قادة أوروبا، بضرورة اتخاذ خطوات حازمة تجاه أزمة الهجرة. وبالرغم من الأسلوب الحاد في التعبير، إلا أن تصريحاته تعكس وجهة نظر متزايدة بين بعض التيارات السياسية الغربية، التي ترى في تدفق المهاجرين تهديدًا للهوية القومية والنظام العام.
