في إطار الجهود الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء ورفع الوعي المجتمعي بالاستخدام الأمثل للأجهزة المنزلية، أطلقت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع الشركة القابضة لكهرباء مصر حملة توعوية تحت عنوان "كفاءة يا طاقة"، وتهدف إلى تشجيع المواطنين على اعتماد أساليب ذكية في استخدام الطاقة دون المساس بمستوى الراحة أو كفاءة الأداء.
ومن بين الأجهزة التي حظيت باهتمام الحملة، جهاز التكييف المتنقل الصحراوي، الذي يُعد خيارًا اقتصاديًا وفعّالًا خاصة في البيئات الجافة.
طريقة عمل التكييف الصحراوي المتنقل
يعتمد التكييف الصحراوي، أو ما يُعرف بالتبريد التبخيري، على آلية طبيعية تقوم على تمرير الهواء عبر وسادات مبللة بالماء، حيث يتبخر الماء ويُمتص من حرارة الهواء، مما يؤدي إلى خفض درجة حرارته بشكل ملحوظ.
وتتم هذه العملية من دون الحاجة إلى غازات تبريد أو ضواغط، وهو ما ينعكس إيجابًا على معدلات استهلاك الكهرباء، ويجعل الجهاز أكثر كفاءة من أجهزة التكييف التقليدية في الظروف المناخية المناسبة.
استهلاك التكييف الصحراوي المتنقل
تبلغ القدرة الكهربائية المستهلكة لهذا النوع من التكييفات ما بين 100 إلى 250 واط في الساعة، مقارنةً بما يزيد عن 1500 واط في الساعة للتكييفات التقليدية.
هذا الفرق الكبير في استهلاك الطاقة يجعل من التكييف الصحراوي خيارًا موفرًا اقتصاديًا، بشرط الالتزام ببعض الإرشادات الضرورية للحصول على أفضل أداء.
من بين أهم النصائح لاستخدام التكييف الصحراوي بكفاءة، ضرورة تعبئة خزان المياه بشكل مستمر، ويفضل استخدام مياه باردة أو مضاف إليها قطع من الثلج، مما يُعزز كفاءة التبريد ويُقلل من فترة التشغيل.
كما ينبغي استخدام الجهاز في أماكن جيدة التهوية أو ذات نوافذ مفتوحة، لأن هذا النوع من التكييف يعتمد على دخول هواء جديد وطرد الهواء الرطب، وفي حال عدم وجود تهوية كافية، قد تتحول الغرفة إلى بيئة خانقة شبيهة بغرف البخار.
ولا يُنصح باستخدام التكييف الصحراوي في الأجواء ذات الرطوبة المرتفعة، حيث تؤدي الرطوبة إلى تقليل فعالية عملية التبخير، وبالتالي يرتفع استهلاك الكهرباء دون تحقيق التبريد المرجو.
كذلك، يُراعى تنظيف الفلاتر وخزان المياه بشكل دوري – مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل – لضمان عدم تراكم الترسبات التي قد تعيق تدفق الهواء وتؤثر على كفاءة التشغيل.
من التوصيات الأخرى المرتبطة بالاستخدام الذكي، تشغيل الجهاز عند الحاجة فقط وليس على مدار اليوم، ويفضل توصيله بمؤقت أو استخدام فيشة ذكية لضبط أوقات التشغيل، مع فصل الجهاز تمامًا عن مصدر الكهرباء عند الانتهاء من استخدامه، إذ قد يظل يستهلك كهرباء في وضع الاستعداد.
أما عند شراء جهاز جديد، فتنصح الحملة باختيار موديلات تحتوي على مؤشر واضح لمستوى المياه، وقوة مروحة تتناسب مع مساحة الغرفة – فعلى سبيل المثال، الغرفة التي تبلغ مساحتها 10 أمتار مربعة تحتاج إلى جهاز بقوة دفع هواء لا تقل عن 500 قدم مكعب في الدقيقة.
كما يُفضل أن يتضمن الجهاز خاصية الإيقاف التلقائي عند نفاد المياه لحمايته من التشغيل الجاف.
بعض الموديلات الحديثة تدعم التشغيل بالطاقة الشمسية، وهو ما يُعد ميزة إضافية في المناطق التي تتمتع بإشعاع شمسي قوي.
ويمثل التكييف الصحراوي خيارًا مثاليًا للأسر المصرية التي تبحث عن التبريد الفعال بأقل تكلفة، خاصة في المناطق ذات المناخ الجاف. ومع الالتزام بإرشادات الاستخدام الصحيح.
ويمكن تحقيق أقصى استفادة من الجهاز دون أن تتأثر فواتير الكهرباء سلبًا.
وتأتي حملة "كفاءة يا طاقة" لتؤكد أن الراحة لا تتعارض مع التوفير، وأن الاستخدام الواعي للطاقة هو مسؤولية مشتركة للحفاظ على الموارد وضمان الاستدامة.
