استقرار أسعار النفط مع توازن التفاؤل التجاري واحتمالات زيادة الإمدادات من فنزويلا

أسعار النفط العالمية

استقرت أسعار النفط، اليوم الجمعة، في ظل توازن دقيق بين التفاؤل بشأن المحادثات التجارية العالمية والتوقعات بتحسن الطلب من جهة، وإمكانية زيادة الإمدادات النفطية من فنزويلا من جهة أخرى، ما أبقى السوق في حالة ترقب وهدوء نسبي.

أسعار النفط العالمية اليوم

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 28 سنتًا، أو ما يعادل 0.4%، لتصل إلى 69.46 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 27 سنتًا، أو 0.41%، لتسجل 66.30 دولارًا للبرميل.

وعند هذه المستويات، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة تبلغ 0.3%، فيما يسجل خام غرب تكساس الوسيط خسارة أسبوعية تُقدّر بنحو 1.5%.

ومنذ تراجع الأسعار في أواخر يونيو الماضي على خلفية التهدئة بين إيران وإسرائيل، بقيت أسعار خام برنت ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 67 و70 دولارًا للبرميل، ويرى المحللون أن السوق عالقة إلى حد كبير في نمط من الثبات ناتج عن عوامل محددة غير حاسمة، بحسب جون إيفانز، محلل شركة PVM.

تفاؤل تجاري يدعم السوق

تلقت أسواق النفط، إلى جانب أسواق الأسهم، دعمًا من التفاؤل المحيط بإمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وشركائها قبل حلول الموعد النهائي في الأول من أغسطس، الذي من المقرر أن تبدأ فيه واشنطن فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات عدد من الدول.

التعريفات الجمركية الأمريكية

في هذا السياق، تم الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة واليابان هذا الأسبوع، بينما قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن الاتحاد الأوروبي بات قريبًا من التوصل إلى اتفاق مشابه يشمل تعريفات أمريكية بنسبة 15% على واردات أوروبية، مع احتمال منح إعفاءات لبعض السلع.

وكتب محللو مجموعة "آي إن جي" في مذكرة للعملاء: "يبدو أن التفاؤل المتزايد حول المحادثات التجارية يعوض التوقعات بشأن زيادة الإمدادات الفنزويلية".

فنزويلا قد تعزز الإمدادات والأسعار تترقب

في المقابل، أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة تستعد للسماح لشركات أجنبية، من بينها شركة "شيفرون" الأمريكية، بإعادة التعامل مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية "PDVSA" في ظل قيود مخففة. 

ووفقًا لمصادر مطلعة، قد يؤدي هذا الانفتاح الجزئي إلى زيادة صادرات فنزويلا بأكثر من 200 ألف برميل يوميًا، مما يوفّر إمدادات إضافية خاصة للخام الثقيل الذي تحتاجه مصافي التكرير الأمريكية.

ورأى محللو بنك "آي إن جي" أن هذه الخطوة قد تخفف من حدة التوتر في سوق الخام الثقيل، خاصة في ظل اضطرابات سابقة أثرت على صادرات النفط عبر البحر الأسود ومن ميناء جيهان التركي.

اضطرابات في الصادرات ساعدت في رفع الأسعار مؤقتًا

وقد دعمت هذه الاضطرابات أسعار النفط في وقت سابق من الأسبوع، إذ أدت تأخيرات في عمليات التسليم من موانئ روسية على البحر الأسود ومن الميناء التركي إلى ارتفاع مؤقت في سعر خام برنت باتجاه 70 دولارًا، إلا أن المحلل كارستن فريتش من "كوميرز بنك" أشار إلى أن عودة الصادرات إلى طبيعتها من المحتمل أن تخفف هذا الدعم.

اجتماع مرتقب لأوبك+

تتجه الأنظار الآن إلى اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، التابعة لتحالف "أوبك+"، والمقرر عقده يوم الإثنين المقبل، ويضم هذا الاجتماع وزراء كبار من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائهم بقيادة روسيا، حيث يُتوقع أن يناقشوا أوضاع السوق وخطط الإنتاج المستقبلية.

وبين تفاؤل مدعوم بالتجارة، ومخاوف من زيادة المعروض، تواصل أسواق النفط التحرك في نطاق محدود، وسط حذر المستثمرين بانتظار قرارات كبرى قد تعيد رسم اتجاهات الأسعار في الفترة المقبلة.