تواضروس , ألقى قداسة البابا ، مساء الأربعاء، عظته الأسبوعية من كنيسة رئيس الملائكة رافائيل والشهيد مار مينا بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية، وسط حضور واسع من الآباء الكهنة والشمامسة والشعب، الذين امتلأت بهم الكنيسة في أجواء روحانية مميزة.
بدأت الزيارة بصلاة العشية، بمشاركة عدد من الأساقفة، من بينهم الأنبا با?لي والأنبا هرمينا، بالإضافة إلى القمص أبرآم إميل، وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، ومجمع كهنة الكنيسة.
وقبل بدء الصلاة، قام قداسة البابا بتفقد مبنى خدمات الكنيسة، حيث زار دار المسنين والقاعات المخصصة للخدمة، وأشاد بما تقدمه الكنيسة من رعاية روحية واجتماعية في المنطقة، مقدمًا شكره للعاملين والخدام.

عظة روحية للبابا تواضروس الثاني ضمن سلسلة “حكايات الشجرة المغروسة”
استكمل البابا سلسلة عظاته بعنوان “حكايات الشجرة المغروسة”، حيث ركز هذه المرة على موضوع “تطبيق الإيمان في الحياة العملية”، من خلال شرح الآيتين (1 كورنثوس 16: 13–14):
“اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالًا. تقووا. لتصر كل أموركم في محبة”.

وشرح قداسته المعاني الروحية للآيات كالتالي:
“اسهروا”: تعني اليقظة الروحية والبعد عن الغفلة، داعيًا إلى ممارسة صلاة نصف الليل والانتباه لحياتنا الروحية ومساندة الآخرين في طريق اليقظة.
“اثبتوا في الإيمان”: ثبات الإيمان هو ضمانة ثبات الكنيسة. وشدد على دور الوالدين في زرع الإيمان في قلوب أبنائهم، كما تفعل الكنيسة من خلال سير القديسين والسنكسار.
“كونوا رجالًا”: أي النضوج الروحي، وأوضح أن قراءة الكتاب المقدس تساعد الإنسان على النضج في علاقته مع الله، إذ أن كلمة الله فعالة وتكشف نوايا القلب.
“تقووا”: تشير إلى الحياة بمخافة الله، حيث تكون مخافة الرب حاضرة أمامنا دائمًا وتدفعنا للانتباه لسلوكياتنا وتعاملاتنا.
“لتصر كل أموركم في محبة”: ختم البابا عظته بالتأكيد على أن المحبة هي أساس كل العلاقات والمعاملات، وهي العملة التي يتم بها التبادل في السماء، مشيرًا إلى أن كل عمل محبة نقدمه يُخزن في السماء.

ترحيب من الكهنة وشكر من البابا تواضروس للمحبين
استُهل اللقاء بكلمات ترحيب من القمص روفائيل عطية، كاهن الكنيسة، والقمص أبرآم إميل، اللذين عبّرا عن سعادتهم بزيارة البابا إلى غيط العنب. كما عبّر قداسته عن فرحته الكبيرة بهذه الزيارة، قائلاً إنه كان يشتاق منذ فترة طويلة لزيارة المنطقة، مشيدًا بمستوى الخدمة المقدمة في الكنيسة، وشاكرًا كل القائمين عليها من كهنة وشمامسة وخدام.
وفي ختام العظة، دعا قداسة البابا كل الحاضرين إلى أن تكون كل أعمالهم في العمل والأسرة والخدمة مشبعة بالمحبة والاتحاد بالله، مؤكدًا أن المحبة لا تسقط أبدًا، كما جاء في الكتاب المقدس.