نجيب ساويرس , أشعل رجل الأعمال المصري جدل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره تغريدة مثيرة للجدل، وصف فيها ذكرى ثورة 23 يوليو بأنها “بداية رحلة السقوط والفشل الاقتصادي، وقمع الحريات، ودفن الديمقراطية، وانحسار الجمال الحضاري”. جاءت تغريدته في توقيت حساس، مع حلول الذكرى السنوية للثورة التي يراها كثير من المصريين لحظة مفصلية في تاريخ بلادهم.
ردود الأفعال الغاضبة لم تتأخر، إذ اعتبر كثيرون ما قاله رجل الأعمال تجاوزًا للتاريخ وتنكّرًا لإنجازات الثورة، ومصدرًا لإثارة الفتنة والانقسام داخل المجتمع، خاصة أن ثورة يوليو لا تزال تحظى بمكانة قوية في الذاكرة الوطنية.

مصطفى بكري يرد على نجيب ساويرس : “23 يوليو أعادت لمصر كرامتها”
الإعلامي والكاتب مصطفى بكري كان أول من تصدى لتصريحات رجل الأعمال ، مؤكدًا في تغريدة له أن 23 يوليو لم تكن يوم “سقوط”، بل لحظة انبعاث وطني أعادت للمصريين كرامتهم واستقلالهم من الاستعمار والإقطاع والرأسمالية المتوحشة. وهاجم بكري رجل الأعمال قائلًا: “أقول لساويرس وكل ساويرس، اليوم ليس يوم السقوط، بل يوم عودة مصر إلى أهلها”.
بكري دعم موقفه بالأرقام والتقارير، مشيرًا إلى أن معدل النمو في مصر قفز من 1.5% قبل الثورة إلى 7.6% في عهد عبد الناصر، بحسب تقرير للبنك الدولي. كما أشار إلى أن البطالة انخفضت بينما نمت الصادرات ، وأكد أن الحريات في عهد عبد الناصر كانت تمتد إلى العدالة الاجتماعية، التي أنقذت ملايين الفقراء من التهميش والاستغلال.
كما ذكّر بكري بأن الزعيم الراحل أعاد بناء الجيش بعد نكسة 1967 وخاض حرب الاستنزاف التي مهدت لانتصار أكتوبر 1973، وأنه أنشأ منظومة صناعية كبرى لا تزال شاهدة على مشروع وطني ضخم.

نشأت الديهي : الثورة حررتكم من “الخدمة” ووفرت لكم الكرامة
من جانبه، وجّه الإعلامي" target="_blank"> نشأت الديهي نقدًا لاذعًا للهجوم على ثورة 23 يوليو، مشيرًا إلى أن كثيرًا ممن ينتقدون الثورة اليوم هم في الحقيقة من المستفيدين منها، وليسوا من ضحاياها. كتب الديهي عبر “إكس”: “ثورة يوليو نقلت مصر من عبودية الاستعمار وطبقية القصر إلى الاستقلال والجمهورية، والهجمات عليها من بعض “الإمعات” ما هي إلا نكران للجميل”.
وأضاف ساخرًا أن بعض من يهاجمون الثورة “حررتهم من العمل خدمًا، ووفرت لهم التعليم والعمل وحتى الحذاء”، في إشارة إلى النقلة الاجتماعية التي أحدثتها قرارات الثورة في حياة ملايين المصريين.

نجيب ساويرس يهاجم ثورة 23 يوليو
تغريدة رجل الأعمال فتحت باب واسع للجدل حول تقييم ثورة 23 يوليو، ما بين من يرى فيها انطلاقة للعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، ومن يعتبرها بداية لمرحلة من الاستبداد الاقتصادي والسياسي. وبين هذا وذاك، يبقى إرث الثورة محل نقاش مستمر، يعكس تنوّع الرؤى حول التاريخ ودوره في تشكيل الوعي الوطني المصري.