توتر أولياء الأمور .. مرحلة التنسيق تُعد واحدة من أكثر المراحل حساسية في رحلة الثانوية العامة. مع إعلان النتيجة وانتهاء حالة الترقب الأولى، يبدأ طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم في مواجهة تحدٍ جديد يتمثل في انتظار نتيجة التنسيق، إذ تُحدد هذه المرحلة مسار الطالب الأكاديمي ومستقبله التعليمي.
لكن لا شك أن انتظار التنسيق غالبًا ما يأتي مُحمّلًا بالكثير من القلق والتفكير المستمر. هل سيحصل الطالب على الكلية التي يحلم بها؟ هل مجموع الطالب كافٍ لتحقيق طموحه؟ ماذا إذا لم يتم قبول رغبته الأولى؟ هذه الأسئلة تلاحق ذهن أولياء الأمور، لكنها قد تؤثر سلبًا إذا ترافقت مع توتر زائد قد يُضعف القدرة على التفكير المنطقي وسرقة راحة البال.

إليكم 7 حيل ذكية لتخفيف توتر أولياء الأمور أثناء انتظار نتيجة التنسيق
في مقاله، تناول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية و العلاقات الأسرية، مجموعة من النصائح المهمة لمساعدة من التوتر أولياء الأمور على التعامل بحكمة ومرونة مع مرحلة ما بعد ظهور نتائج الثانوية العامة. هذه المرحلة غالبًا ما تكون مليئة بالتوتر، ولكن من خلال اتباع سبع خطوات بسيطة، يمكن تجاوزها بسلاسة:

1. الاحتفال بالإنجازات قبل التفكير بالمستقبل
من المهم أن يتوقف ولي الأمر لحظة ليحتفل بما حققه الابن أو الابنة، بغض النظر عن النتيجة. هذا التقدير يعزز شعورهم بالإنجاز ويخفف توتر أولياء الأمور و الضغط النفسي قبل التوجه نحو الخطوة التالية المتعلقة بالتنسيق.
2. تجنب اعتبار التنسيق معيارًا وحيدًا للنجاح
ليس من السليم ربط قيمة الطالب باختيار الكلية أو التخصص. النجاح الحقيقي يُقاس بما يستطيع الفرد تحقيقه من خلال أي فرصة تتاح له. على ولي الأمر دعم الابن لاكتشاف إمكاناته واستثمارها بأفضل شكل ممكن.
3. ضبط الكلمات المتداولة والتوقعات داخل المنزل
يُفضَّل تجنب العبارات التي تعكس خيبة الأمل أو نقد الأداء الأكاديمي، مثل: “كنت أتمنى كلية الطب” أو “لو ذاكرت أكثر كنت في الهندسة”. هذه الأحاديث قد ترهق الطالب نفسيًا وتمس ثقته بنفسه. بدلاً من ذلك، التشجيع الهادئ والداعم هو المفتاح لتعزيز الراحة النفسية.

4. التعاون مع الطالب عند البحث عن الخيارات المتاحة
فتح حوار مشترك حول البدائل الدراسية والكليات المناسبة يعزز شعوره بالاستقلالية والثقة في قراراته. يمكن استعراض الموقع الخاص بالتنسيق وطرح الخيارات الحديثة المتاحة بدلًا من فرض رأي معين.
5. تفادي مقارنة الطالب بالآخرين
المقارنات بين الطالب وزملائه أو أقاربه تولِّد ضغطًا نفسيًا كبيرًا وتكرِّس شعورًا بالنقص. على ولي الأمر إدراك أن لكل طالب طريقه الخاص وأن نجاحهم يتجلى وفقًا لقدراتهم وظروفهم الفريدة.
6. إشغال وقت الانتظار بأنشطة إيجابية
أيام انتظار التنسيق قد تكون عصيبة، لذا يُنصح أولياء الأمور بالانخراط في أنشطة مريحة ومثمرة مثل التنزه، قراءة الكتب، السفر القصير، أو مشاهدة محتوى مسلي مع الأسرة. الحفاظ على توازنهم النفسي ينعكس إيجابيًا على الأبناء.

7. إعداد الطالب لتقبّل أي نتيجة
يحتاج الطالب للشعور بأن حب ودعم الأسرة غير مرتبط بتخصص معين. جلسة صادقة مع الابن تتضمن رسائل إيجابية مثل “نحن فخورون بك بغض النظر عن أي شيء”، ستُخفف كثيراً من الضغوط وتُعزز ثقته في مواجهة مستقبله بثبات.
اتباع هذه النصائح يتيح فرصة حقيقية لتوفير المناخ المناسب للطالب ليبدأ مرحلة جديدة في حياته بثقة وراحة نفسية، مدعومًا بمحبة أهله وتقديرهم اللامشروط.