ارتفعت أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء 22 يوليو/تموز (2025)، لتسجّل أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، مدعومة بانخفاض الدولار الأميركي وتراجع عوائد السندات الأميركية.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا الارتفاع يتزامن مع حالة من الترقب في الأسواق تجاه مستقبل المفاوضات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.
وشهدت التعاملات المبكرة وصول أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ 17 يونيو/حزيران الماضي، مع بحث المستثمرين عن أدوات تحوّط آمنة في ظل تصاعُد احتمالات فشل المحادثات التجارية قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس/آب المقبل.
وما تزال الأسواق في حالة ترقّب حذِر لاحتمال فرض رسوم جمركية أميركية بنسبة 30% على واردات أوروبية، الأمر الذي يدفع المتعاملين نحو الذهب بصفته ملاذًا آمنًا، تحسّبًا لاضطرابات اقتصادية محتملة.
كما يأتي ذلك في وقت يراهن فيه المتداولون على استمرار السياسات النقدية التيسيرية، سواء من قبل البنك المركزي الأوروبي أو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو ما يعزز جاذبية الذهب على حساب أدوات الدخل الثابت.
أسعار الذهب اليوم
بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم أغسطس/آب 2025، بنسبة 1%، إلى 3406.9 دولارًا للأوقية.
بينما انخفضت عقود التسليم الفوري لمعدن الذهب بنسبة 0.8%، إلى 3,389.98 دولارًا للأوقية، متراجعة من أعلى مستوى سجلته منذ منتصف يونيو/حزيران، وفق الأرقام التي تتابعها -لحظيًا- منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كما تراجعت الأسعار الفورية لمعدن الفضة بنسبة 0.5% إلى 38.71 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين الفوري بنسبة 0.3% ليسجل 1442.55 دولارًا، وتراجع البلاديوم الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 1250.19 دولارًا للأوقية.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار -الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة- بنسبة 0.03%، إلى 97.695 نقطة.
تحليل أسعار الذهب
جاء ارتفاع أسعار الذهب مدفوعًا بضعف أداء مؤشر الدولار الأميركي، الذي يُتداوَل قرب أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع مقابل سلة من العملات الرئيسية، ما يجعل الذهب المقوّم بالدولار أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
في الوقت نفسه، تراجعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع خلال جلسة أمس الإثنين، ما أضاف مزيدًا من الدعم لأسعار الذهب، إذ يعدّ أصلًا لا يدرّ عائدًا.
وقال كبير محللي السوق في "أواندا" كلفن وونغ، إن التحركات الصاعدة في أسعار الذهب، "مدعومة بعوامل فنية إيجابية، فضلًا عن الضعف الواسع النطاق في أداء الدولار الأميركي".
وأضاف: "مع استمرار التوترات التجارية واقتراب المهلة النهائية دون وجود بوادر اتفاق، قد نشهد مزيدًا من الطلب التحوّطي على الذهب من قبل المستثمرين"، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الاتحاد الأوروبي يدرس حزمة أوسع من الإجراءات المضادة تجاه واشنطن، في ظل تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مُرضٍ.

وقد حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أنه سيفرض "رسومًا جمركية بنسبة 30%" على الواردات الأوروبية إذا لم يُبرَم اتفاق بحلول 1 أغسطس/آب، أي بعد أقلّ من 10 أيام من الآن.
من ناحية أخرى، من المنتظر أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير عند 2.0% في اجتماعه المقرر يوم 24 يوليو/تموز، وذلك بعد سلسلة من التخفيضات السابقة.
أمّا الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فمن المتوقع أن يُعلن توجهاته الأسبوع المقبل، وسط ترجيحات بوجود احتمال -بنسبة 59%- لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
يشار إلى أن الذهب يستفيد -في المعتاد- من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ يقلّ العائد البديل على حيازته مقارنةً بالسندات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..