أخبار عاجلة

حماس ترفض نزع السلاح وتبدي استعدادًا مشروطًا لهدنة طويلة

حماس ترفض نزع السلاح وتبدي استعدادًا مشروطًا لهدنة طويلة
حماس ترفض نزع السلاح وتبدي استعدادًا مشروطًا لهدنة طويلة

في تطور لافت بالمشهد السياسي في قطاع غزة، جددت حركة "حماس" رفضها القاطع لأي مطالب أو شروط تتعلق بنزع سلاحها، معتبرة أن السلاح يمثل حقًا مشروعًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. 

في المقابل، أبدت الحركة انفتاحًا مشروطًا تجاه مبادرة أمريكية جديدة لوقف إطلاق النار، طرحتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بهدف التهدئة في المنطقة.

ونقل موقع "واي نت" الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، عن مصادر دبلوماسية قولها إن حماس أبدت استعدادًا لمناقشة هدنة طويلة الأمد، لكنها اشترطت تقديم ضمانات دولية واضحة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

خلفية الرفض: السلاح ركيزة للمقاومة

ترى حماس أن مطلب نزع السلاح يمس جوهر هويتها السياسية والعسكرية، التي تأسست عليها منذ عام 1987. 

وتعتبر الحركة أن السلاح يمثل وسيلة دفاع وورقة ضغط ضرورية في ظل استمرار الاحتلال وتراجع فرص الحل السياسي. وقد أكدت قيادات في الحركة مرارًا أن أي حديث عن نزع السلاح لا يمكن أن يُطرح إلا في إطار تسوية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة.

كما يشير مراقبون إلى أن السلاح بالنسبة لحماس لا يحمل بعدًا عسكريًا فحسب، بل يعد أيضًا أحد مصادر الشرعية الشعبية، لا سيما في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007.

ترامب يعود إلى المشهد

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، طرحت إدارته مبادرة جديدة لتهدئة الأوضاع في غزة، تركز على التفاوض لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أجرت واشنطن، عبر مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، محادثات غير معلنة مع قيادة حماس في الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية. وتُعد هذه الخطوة سابقة في السياسة الأمريكية، نظرًا لتصنيف حماس كمنظمة إرهابية منذ عام 1997.

توازن دقيق في ردود حماس

أبدت حماس استعدادها المشروط للتفاوض، مؤكدة أن إطلاق سراح الرهائن لا يمكن أن يتم إلا ضمن صفقة شاملة تشمل تبادلًا واسعًا للأسرى وضمانات دولية لوقف إطلاق النار. في الوقت ذاته، شددت الحركة على رفضها القاطع لأي شروط تتعلق بنزع السلاح أو خروج قياداتها من غزة، ووصفت هذه المطالب بأنها "تعجيزية".

وأكد عضو المكتب السياسي للحركة، سهيل الهندي، أن حماس لن تقبل بأي صفقة تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن المقاومة "ستبقى على أهبة الاستعداد" لأي تصعيد جديد.

الولايات المتحدة: وساطة غير متوازنة؟

رغم محاولة واشنطن تقديم نفسها كوسيط، فإن دعمها المستمر لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا يثير تساؤلات حول حيادها. ويرى محللون أن ترامب يسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي سريع، قد يُوظف في الداخل الأمريكي، لكنه يواجه تحديًا حقيقيًا يتمثل في غياب الثقة المتبادلة بين الأطراف، وغياب ضمانات ملموسة لنجاح المبادرة.

تحديات ومعوقات

المشهد التفاوضي لا يخلو من التحديات، وعلى رأسها هشاشة الثقة بين حماس وإسرائيل، إضافة إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة، الذي تطالب حماس بتحسينه كشرط مسبق لأي تقدم في المفاوضات. كما تواجه المبادرة الأمريكية رفضًا من أطراف إسرائيلية متشددة تعارض تقديم أي تنازلات للحركة.

ثلاث سيناريوهات محتملة:

نجاح جزئي للمبادرة الأمريكية: يشمل تمديد الهدنة وإعادة الإعمار وتبادل أسرى، لكنه يتطلب تنازلات كبيرة من إسرائيل، وهو أمر غير مرجّح.

فشل المفاوضات وتصعيد جديد: نتيجة استمرار الخلافات بشأن نزع السلاح والرهائن، ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من العنف.

هدنة مؤقتة دون حل شامل: السيناريو الأكثر واقعية، حيث تستمر الهدنة بشكل هش دون معالجة جذرية للأسباب السياسية والأمنية للصراع.

في ظل استمرار الحصار وتدهور الوضع الإنساني، ترى حماس أن الحفاظ على السلاح ضرورة استراتيجية، بينما تسعى واشنطن عبر وساطتها إلى توازن دقيق بين الضغط والتفاوض. ومع غياب ضمانات واضحة، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق شامل رهينة الاستعداد الفعلي لتقديم تنازلات حقيقية من جميع الأطراف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لجنة التعليم والبحث العلمي بالشيوخ تناقش إطارًا أخلاقيًا وتشريعيًا لاستغلال الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج التعليمية
التالى الأن رابط الاستعلام عن الاستدعاء للجيش 2025.. تفاصيل