"ترامب ميديا" تقتحم عالم الأصول المشفرة بشراء بيتكوين بقيمة 2 مليار دولار

ترامب وبيتكوين

في خطوة لافتة على صعيد التحولات الاستراتيجية للشركات نحو الأصول الرقمية، أعلنت شركة "ترامب ميديا آند تكنولوجي" المالكة لمنصة "تروث سوشال"، اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، عن استحواذها على بيتكوين وأوراق مالية مرتبطة بها بقيمة تقارب 2 مليار دولار، في إطار خطتها المعلنة للتحول نحو استراتيجية "الخزانة المشفرة" لضمان استقلاليتها المالية وتعزيز قدراتها التشغيلية.

استثمار استراتيجي نحو الخزانة الرقمية

وأوضحت الشركة، التي تتخذ من ساراسوتا في ولاية فلوريدا مقراً لها، أنها خصصت أيضاً 300 مليون دولار من رأس المال لاستراتيجية الاستحواذ على خيارات تتعلق بأوراق مالية مرتبطة ببيتكوين، مع الإشارة إلى خطتها لمواصلة شراء بيتكوين والأصول المرتبطة بها وفق ظروف السوق، وتحويل عقود الخيارات إلى بيتكوين متى سنحت الفرصة.

وقال ديفين نونيس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة "ترمب ميديا"، إن هذه الخطوة تأتي بهدف تعزيز الاستقلال المالي للشركة وحمايتها من أي قيود محتملة تفرضها المؤسسات المالية التقليدية، مشيرًا إلى أن هذه الأصول الرقمية ستتكامل مع "رمز المنفعة" الذي تخطط الشركة لإطلاقه ضمن منظومة "تروث سوشال".

ضمن موجة واسعة تقودها الشركات نحو العملات الرقمية

يأتي هذا التحرك بعد انضمام "ترمب ميديا" في مايو الماضي إلى قائمة طويلة من الشركات التي تبنت استراتيجية "الخزانة المشفرة" التي أطلقها مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة "مايكرو ستراتيجي"، والتي تشجع الشركات على تحويل جزء من سيولتها إلى أصول مشفرة، وخاصة بيتكوين، كأداة للتحوط والحفاظ على القيمة.

ولم تكن "ترمب ميديا" هي الكيان الوحيد المرتبط بعائلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي ينتهج هذا التوجه، إذ أعلنت "بي إس كيو هولدينغز" (PSQ Holdings)، والتي يضم مجلس إدارتها دونالد ترمب الابن، عن نيتها استكشاف استراتيجية خزانة رقمية قائمة على الأصول المشفرة خلال الفترة المقبلة.

أداء السهم بعد الإعلان

وعقب الإعلان عن هذه الخطوة، قفز سهم "ترمب ميديا" بأكثر من 7% خلال التداولات المبكرة قبل افتتاح السوق الأمريكية، في مؤشر على تفاعل المستثمرين مع الخطوة الجديدة، رغم استمرار تراجع السهم بنحو 45% منذ بداية العام الجاري وسط تقلبات السوق والمخاوف بشأن أداء الأصول الرقمية عالميًا.

وأكدت "ترمب ميديا" أنها تعتزم استخدام بيتكوين والأوراق المالية المرتبطة بها ليس فقط كأداة احتياط نقدي ولكن أيضًا كوسيلة لتوليد الإيرادات المحتملة، إضافة إلى بحث فرص الاستحواذ على أصول مشفرة جديدة لدعم استراتيجيتها التوسعية في القطاع الرقمي خلال الفترة المقبلة.

وتعكس هذه الخطوة توجهًا متزايدًا بين الشركات الكبرى نحو دمج العملات المشفرة ضمن محافظها الاستثمارية وميزانياتها العمومية، في ظل التوجه العالمي للتحول الرقمي وتعزيز أدوات التحوط ضد التضخم وقيود الأنظمة المالية التقليدية.