أخبار عاجلة

بديل قناة السويس يجذب 3 ناقلات غاز مسال.. خريطة تحدد المسارات والتكلفة

بديل قناة السويس يجذب 3 ناقلات غاز مسال.. خريطة تحدد المسارات والتكلفة
بديل قناة السويس يجذب 3 ناقلات غاز مسال.. خريطة تحدد المسارات والتكلفة

في خطوة تمثّل تهديدًا مباشرًا، بدأ طريق بحر الشمال، المعروف باسم بديل قناة السويس، يجذب سفن الغاز المسال، وأحدثها 3 ناقلات في طريقها من روسيا إلى الصين.

وبحسب بيانات حصرية، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اختارت 3 شحنات من الغاز المسال القادمة من محطة "يامال" الروسية إلى الصين، المرور عبر طريق بحر الشمال، بدلًا من دخول البحر الأحمر أو الدوران حول أفريقيا.

وتحمل الناقلات الـ3 -وهي "جورجي بروسيلوف"، و"بوريس دوفيدوف"، و"رادولف سامويلوفيتش"- (مجتمعة) نحو 220 ألف طن من الغاز المسال الروسي، إذ استفادت هذه الناقلات من الذوبان الجزئي للجليد في موسم الصيف.

ويشكّل اختيار هذه الناقلات لبديل قناة السويس نموذجًا واضحًا على التحول التدريجي لبعض شركات الشحن الكبرى إلى خيارات أكثر اقتصادية، حتى إن كانت موسمية أو محفوفة بتحدّيات تقنية.

معلومات التكلفة وخط السير

تشير بيانات منصة الطاقة إلى أن الرحلة عبر بديل قناة السويس، وهو طريق بحر الشمال من "يامال" الروسية إلى المواني الصينية تمتد لمسافة تقارب 7 آلاف ميل بحري، وتستغرق نحو 33 يومًا ذهابًا وإيابًا، دون أيّ رسوم عبور، باستثناء تكلفة مرافقة كاسحات الجليد، التي تُعدّ ضرورية لفتح الممرّ.

وفي المقابل، يبلغ طول الرحلة عبر قناة السويس نحو 12 ألفًا و500 ميل بحري، وتستغرق نحو 63 يومًا للذهاب والإياب، مع رسوم عبور قد تتجاوز مليون دولار لكل ناقلة، إلى جانب ارتفاع استهلاك الوقود.

أمّا المسار عبر طريق رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، فيُعدّ الأطول، بمسافة تصل إلى 16 ألف ميل بحري، ومدة تتراوح بين 70 و80 يومًا، مع عدم وجود رسوم عبور، لكن باستهلاك أعلى للوقود، وزيادة في انبعاثات الكربون، وتحديات لوجستية أكبر.

وتوضح الخريطة التالية مسار ناقلات الغاز المسال من محطة "يامال" الروسية إلى الصين عبر بحر الشمال، بدلًا من الاتجاه إلى قناة السويس أو الدوران حول أفريقيا:

بديل قناة السويس
خط سير ناقلات الغاز المسال الروسية عبر بديل قناة السويس إلى الصين

وبحسب التقديرات، فإن استعمال الطريق بديل قناة السويس يوفر ما يقارب مليون دولار لكل سفينة مقارنة بالقناة المصرية نفسها، ونحو مليوني دولار مقارنة بالدوران حول أفريقيا، خاصة عند تنظيم السفن في قوافل تشترك بكاسحة جليد واحدة، ما يزيد من الكفاءة التشغيلية.

وكانت الشحنات تمرّ سابقًا عبر البحر الأحمر في رحلاتها المعتادة، إلّا أنّ تصاعُد المخاطر الأمنية هناك، وارتفاع رسوم العبور التي تفرضها مصر، دفعت مشغّلي الناقلات إلى تبنّي طريق بحر الشمال.

ومن شأن هذا التحول أن يخفض التكلفة المادية، ويقلّص المدة لوصول الشحنات إلى هدفها النهائي، على الرغم مما يفرضه ذلك من تعقيدات تتعلق بالبيئة القطبية.

ويعزز هذا التحوّل من جدوى طريق بحر الشمال، الذي لا تقتصر مزاياه على تقليص التكاليف، بل يمتد إلى دعم العلاقات التجارية بين موسكو وبكين، مع تزايد التعاون البحري وتطوير سفن متخصصة يمكنها التغلب على العوائق الجليدية، وهو ما قد يُغيّر مستقبل الملاحة العالمية.

معلومات عن بديل قناة السويس

يُعرف بديل قناة السويس -وهو طريق بحر الشمال (NSR)- بأنّه مشروع روسي إستراتيجي يستهدف إنشاء ممر ملاحي أقصر يربط بين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويُطلَق على هذا الطريق في بعض الأحيان الممر الشمالي الشرقي (NEP)، ويمتد على طول 5600 كيلومتر، مارًّا عبر 4 بحار متفرعة من المحيط المتجمد الشمالي.

يبدأ المسار من مضيق "كارا" بين بحر بارنتس وبحر كارا، ويصل إلى مضيق بيرنغ بين ألاسكا وروسيا، ما يجعله أقصر بنسبة 50% مقارنة بممرات الشحن التقليدية، مثل قناة السويس وقناة بنما، وفقًا لمراكز أبحاث القطب الشمالي.

شحنة غاز مسال
ناقلة كاسحة للجليد تمرّ في طريق البحر الشمالي - الصورة من The Barents Observer

وكانت روسيا قد أعلنت في سبتمبر/أيلول 2023 نجاح أول تجربة لنقل شحنة غاز مسال عبر بديل قناة السويس، في خطوة وُصِفت بأنها "أول تهديد فعلي للقناة"،

ويأتي هذا التهديد الذي يثير تخوفات كبيرة من أن هذا المسال يوفر -بفضل الذوبان الجزئي للجليد في فصل الصيف- التكلفة المادية والوقت، وهو الأمر الذي تدعمه ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتسعى موسكو إلى تطوير الطريق ليكون صالحًا للملاحة طوال العام، من خلال تحديث البنية التحتية واستثمار المليارات في بناء ناقلات غاز مسال كاسحة للجليد.

ومن شأن ذلك أن يخفف من اعتماد روسيا على سفن الدعم الخارجية، ويزيد من استقلال الرحلات التجارية في منطقة القطب الشمالي وكفاءتها، خاصة أن الطريق بديل قناة السويس أقصر وأقرب وأقل تكلفة.

يشار إلى أن روسيا تُجري مفاوضات مع الهند منذ مارس/آذار 2023، لاستعمال طريق بديل لقناة السويس في نقل البضائع عبر استعمال المواني الروسية والهندية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المدير التنفيذي للرابطة الأفريقية لحدائق ...
التالى مانشستر يونايتد يدخل محادثات مفاجئة مع لاعب تشيلسي