الرئيس الإيراني: لا قلق من التفتيش النووي ونرفض صمت الوكالة الدولية تجاه اعتداءات إسرائيل

مسعود بزشكيان

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن إيران تلتزم التزاما كاملا بالقوانين الدولية، مشددا على أن بلاده لا تشعر بأي قلق حيال عمليات التفتيش والمراقبة، وذلك انطلاقا من ثقتها المطلقة في شفافية أنشطتها النووية السلمية.

جاءت تصريحات بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، وفق ما نقلته وكالة «إرنا» الرسمية مساء السبت.

وأوضح الرئيس الإيراني خلال المكالمة أن "اللجوء إلى القوة والضغوط وحرمان الشعب الإيراني من حقوقه المشروعة هو أمر مرفوض بشكل قاطع"، مضيفا أن إيران لطالما دعمت السلم والاستقرار، ووقفت ضد أي شكل من أشكال زعزعة الأمن في المنطقة.

ولفت بزشكيان إلى أن إيران عبر تاريخها، لم تكن يوما دولة معتدية أو ساعية إلى الحرب، بل لعبت دورا محوريا في تعزيز السلام الإقليمي، مشيرا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تمثل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، معربا عن استياء بلاده من "تخاذل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعجزها عن اتخاذ موقف حازم إزاء هذا العدوان".

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الحد الأدنى الذي كان يتوقعه الشعب الإيراني هو إدانة رسمية من الوكالة لهذه الاعتداءات، لكن ذلك لم يحدث، في ظل صمت المنظمات الدولية وتجاهل الدول الغربية لالتزاماتها القانونية، بحسب تعبيره.

وأكد بزشكيان أن إيران لطالما أكدت سلمية برنامجها النووي، وقد أبدت انفتاحها الكامل على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال السماح بالتفتيش والمراقبة وفق الاتفاقيات الدولية، غير أن ما وصفه بـ"الازدواجية في المعايير" أدى إلى تراجع الثقة في حياد الوكالة.

ويأتي هذا الموقف الإيراني في أعقاب سلسلة من الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، بالإضافة إلى قادة عسكريين رفيعي المستوى.

وفي 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة هجمات على منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان، وصفها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنها تهدف إلى "تقييد قدرات إيران النووية".

وفي تطور لافت، صادق البرلمان الإيراني مؤخرًا على مشروع قانون يطالب بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين توفير ضمانات واضحة لأمن المنشآت النووية الإيرانية.

من جهته، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى استئناف عمليات التفتيش بعد وقف إطلاق النار، معتبراً أن "التعاون مع الوكالة أمر جوهري للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم للخلاف النووي".

إلا أن طهران ردت باتهامه بـ"خيانة مبادئ نظام عدم الانتشار النووي"، واعتبرت أن تصريحاته منحازة وشكّلت غطاءً لممارسات عدوانية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.