أخبار عاجلة

بالبلدي: بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التاريخي وسرديتهم المسروقة

بالبلدي: بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التاريخي وسرديتهم المسروقة
بالبلدي: بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التاريخي وسرديتهم المسروقة

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن يوم ميلاد روبي ويليامز الـ18 عاديًا، إذ احتفلت به على نهر  كلاماث، برفقة مجموعة من الشباب الذين يقومون برحلة تجديف تاريخية من منبع النهر في جنوب ولاية أوريغون إلى مصبّه في المحيط الهادئ، جنوب مدينة كريسنت في ولاية كاليفورنيا. 

وتُعد هذه المرة الأولى منذ قرن، التي يمكن فيها القيام بهذا النزول الكامل، بعد إزالة أربعة سدود في الآونة الأخيرة، ما سمح للنهر بالجريان بحرية.

تحدثت كل من يليامز وزميلتها في التجديف كايا ويكي، البالغة من العمر 17 عاماً، إلى CNN في اليوم الخامس عشر من رحلتهما التي تستمر شهراً. 

رحلة نهرية تاريخية في أمريكا
على مدى القرن الماضي، كانت هذه الرحلة مستحيلة بسبب سلسلة من السدود الكهرومائية التي عطلت مجرى النهر.Credit: Erik Boomer

في تلك المرحلة، كان تبقى لهما 227 كيلومتراً من أصل 499 كيلومتراً من الرحلة، وقد عبرتا بالفعل بعضاً من أصعب المنحدرات، مثل تلك الموجودة في منطقتي "المنعطف الكبير" و"زاوية الجحيم" من النهر.

وكان التعب قد نال منهما. ومع ذلك، ورغم الإرهاق الذهني، كانتا ثابتتين في التزامهما.

وقالت ويليامز: "نحن نستعيد نهرنا، ونستعيد رياضتنا".

وأضافت ويكي، التي تنتمي إلى قبيلة "يوروك": "نحن نتأكد من أن شعبي وجميع سكان نهر كلاماث يمكنهم أن يعيشوا بالطريقة التي يُفترض بنا أن نعيش بها".

ويتجذّر نهر كلاماث بعمق ثقافات الشعوب الأصلية التي تعيش في حوضه، والتي استخدمت تاريخيًا الزوارق المحفورة من الخشب للتنقل على طوله. وهم ينظرون إليه ككائن حي، كأحد الأقارب، ويعتمدون عليه ويحمونه في المقابل.

نهر كلاماث
أُنشئت مبادرة "التجديف في المياه القبلية" من قِبل منظمة "Ríos to Rivers" العالمية، بهدف تشجيع أطفال السكان الأصليين على التجديف على طول امتداد النهر.Credit: Matt Baker

وقالت ويليامز، التي تنتمي إلى قبيلة "كاروك" وتقطن الأراضي الواقعة على المجرى الأوسط لنهر كلاماث: "إنه أعظم معلم لنا، إنه أحد أفراد عائلتنا. نحن ننظم الطقوس حوله؛ فعندما تبدأ أسماك السلمون بالعودة، نعلم أن الوقت قد حان لتكوين أسرة".

وكان النهر تاريخيًا بمثابة شريان حياة، حيث أمّن وفرة من الأسماك. وكان نهر كلاماث في السابق ثالث أكبر نهر لإنتاج السلمون على الساحل الغربي للولايات المتحدة. 

ولكن بين العامين 1918 و1966، قامت شركة "California Oregon Power"، التي أصبحت لاحقًا PacifiCorp، ببناء سلسلة من السدود الكهرومائية على مجرى النهر، ما قطع الطريق أمام السلمون المهاجر للصعود إلى المناطق العليا، وبهذا فقدت القبائل هذا المورد الغذائي والثقافي والتجاري.

نهر كلاماث
بشكل عام، يشارك 30 شابًا في الرحلة النهرية، حيث يقوم 15 من الأكثر خبرة بالرحلة كاملة على مدى شهر.Credit: Erik Boomer

وعلى مدى عقود، طالب السكان الأصليون، مثل قبيلتي "كاروك" و"يوروك"، بإزالة السدود واستعادة النهر. لكن لم يبدأ الزخم الحقيقي لقضيتهم إلا في العام 2002، بعدما أدت مستويات المياه المنخفضة إلى تفشي مرض أدى إلى نفوق أكثر من 30 ألف سمكة.

وبعد عشرين عامًا، وافقت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية أخيرًا على خطة لإزالة أربعة سدود على الجزء السفلي من نهر كلاماث. في ذلك الوقت، أنشئ برنامج "التجديف في المياه القبلية" من قبل المنظمة العالمية "Ríos to Rivers" بهدف إعادة ربط الأطفال الأصليين بالنهر القديم. 

وبإيمان بأن الشعوب الأصلية يجب أن تكون أول من ينزل النهر بعد ترميمه، بدأ البرنامج بتعليم الأطفال المحليين من حوض النهر كيفية التجديف في المياه البيضاء. وكانت ويكي وويليامز بين هؤلاء، ولم تكن أيٌّ منهما مارست التجديف من قبل.

وفي خريف العام 2024، أُزيل السد الرابع والأخير، مكمّلًا ما وصفته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأنه "أكبر عملية إزالة للسدود في العالم". 

وفي أعالي النهر، لا يزال هناك سدان صغيران غير كهرومائيين، اضطر عندهما المجدفون للنزول من قوارب الكاياك وحملها برًا؛ ولا توجد خطط حاليًا لإزالتهما رغم وجود حملة مستمرة لذلك.

نهر كلاماث
كان نهر كلايمث في يوم من الأيام ثالث أكبر نهر لإنتاج سمك السلمون على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وكانت القبائل الأصلية تعتمد عليه كموردCredit: Erik Boomer

وتتذكر ويكي شعورها بالفرح الشديد عندما سمعت أن السد الأخير قد أُزيل. قالت: "لقد ناضل العديد من شيوخنا، وعماتنا، وأعمامنا بشدة لإزالة هذه السدود. لقد كانت معركة طويلة وصعبة، والكثير من الناس، حتى جدتي، ظنوا أنهم لن يروا هذه السدود تُزال خلال حياتهم".

وتابعت:"لذا، أن نجدف عبر النهر الآن.. أمر لا يُصدق. أعتقد أننا جميعًا ممتنون للغاية، لأننا نعلم أن سمك السلمون يستطيع أخيرًا السباحة من مصب النهر إلى منابعه، وأننا نحن أيضًا يمكننا الانطلاق من المنابع إلى المصب".

من جانبه، أشار ويستون بويلز، وهو مؤسس ومدير منظمة "Ríos to Rivers"، الذي شارك أيضًا بالرحلة، أنه من الضروري أن يقود السكان الأصليون أول رحلة نزول عبر النهر.

وقال: "تاريخيًا، كانت 'أول عمليات النزول' فكرة استعمارية: غرباء يضعون أيديهم على مجاري مائية ظلت المجتمعات الأصلية تستخدمها لملايين السنين". 

وأضاف: "نحن نعيد سرد رواية مسروقة. وهذا مهم لأن تلك المياه تجري عبر أوطان أجدادنا، وهؤلاء الشباب الذين يجدفون يعيدون تأكيد السيادة، ويتعافون من الصدمة الثقافية، ويكرّمون الروابط العميقة لقبائلهم بالنهر".

"مرونة استثنائية"

ويعد الأثر البيئي أيضًا سببًا للاحتفال. فخلال أيام قليلة من إزالة السد الأخير، شوهدت أسماك سلمون "الشينوك" (وهي الأكبر بين أنواع السلمون في المحيط الهادئ) تسبح عبر الموقع السابق لسد "Iron Gate" في شمال كاليفورنيا، وهو مكان لم تمر به أي سمكة منذ 60 عامًا، بحسب ديف كوفمان، مدير منطقة شمال كاليفورنيا وجنوب أوريغون في شركة حلول الموارد البيئية، المسؤولة عن مشروع ترميم نهر كلاماث.

وقال لـCNN: "كنا نأمل أن نرى عودة سمك السلمون إلى جنوب ولاية أوريغون خلال عامين تقريبًا. لكن الأمر لم يستغرق سوى أسبوعين فقط".

وتابع:"لم يتوقع أحد ذلك، لقد فاقت الاستجابة كل آمالنا الجامحة. وهذا يُظهر مدى القدرة المذهلة لهذه الأسماك على الصمود: إذا منحناها الفرصة، فستعود إلى موطنها الأصلي".

لكن، بحسب كوفمان، لا يمكن إنكار أن المشهد الطبيعي قد تغيّر بشكل كبير منذ إنشاء السدود، وأن استعادته ستستغرق سنوات.

وتعمل شركة حلول الموارد البيئية على تسريع العملية الطبيعية من خلال إعادة تشكيل المجاري المائية، وحفر الرواسب، وزراعة مليارات من بذور النباتات المحلية على ضفاف الأنهار، بل وحتى استخدام طائرات الهليكوبتر لوضع الأشجار المتساقطة في روافد الأنهار لتوفير مأوى حيوي للأسماك والحياة البرية.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خالد جلال: "معالي" يُشبه حفني والغندور.. والزمالك كسب صفقة رابحة
التالى المنوفية.. سباق بالدراجات النارية ينهي حياة مدير مدرسة بقويسنا