كانت صفقة شيفرون في غايانا، التي استحوذت من خلالها على حصة شركة هيس في مربع ستابروك النفطي الغني، بمثابة إنقاذ من مصير سيئ؛ إذ عانت الشركة الأميركية تراجع سعر سهمها، وهبوط احتياطياتها إلى أقل مستوى في عقد.
وبعد معركة قضائية طويلة الأمد مع منافستها الأولى ومواطنتها إكسون موبيل، أغلقت الشركة صفقة الاستحواذ الأكبر في تاريخ القطاع، والبالغة قيمتها 55 مليار دولار، أمس الجمعة 18 يوليو/تموز 2025.
وعرضت شركة شيفرون، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مبلغ 53 مليار دولار لشراء شركة هيس، جزئيًا للحصول على موطئ قدم بمربع ستابروك النفطي، بحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقبل إتمام الصفقة، تصاعدت المخاوف بشأن مستقبل التدفقات النقدية والإنتاج في الشركة، مع تراجع الأخير إلى أدنى مستوى خلال 10 سنوات.
لذلك تُعد صفقة شيفرون في غايانا طوق النجاة؛ إذ إن مربع ستابروك النفطي البحري يحتوي على 11 مليار برميل من النفط المكافئ، كما أنه من أهم الاستكشافات خلال عقود.
وهو ما عبّر عنه الرئيس التنفيذي لشيفرون ميك ويرث، قائلًا: "يعزز هذا الاندماج نمونا ويوسع آفاقه حتى العقد المقبل".
ترحيب من المستثمرين
رحب مستثمرون بإغلاق صفقة شيفرون في غايانا؛ ومن بينهم مدير محفظة في شركة "أميركان سنشري إنفستمنت"، التي تمتلك أسهمًا من شيفرون بقيمة 351 مليون دولار، دايفيد بيرنس، الذي قال: "إن الاستحواذ يضمن تدفقات نقدية حرة لشيفرون حتى ثلاثينيات القرن 21".
وأضافت مديرة إستراتيجيات الاستثمار في شركة "هايتاور أدفيزور" ستيفاني لينك، أنها تدرس إضافة الشركة الأميركية لمحفظتها، بعد انخفاض سعر سهمها وتوزيعات أرباحها العام الماضي (2024) بنسبة 4.5%.
وتابعت: "الآن لدى الشركة العملاقة واحد من أسرع أصول النفط نموًا على مستوى العالم (تقصد مربع ستابروك)".
وقبل إغلاق صفقة شيفرون في غايانا، تعرّضت الشركة خلال الأشهر الأخيرة إلى أسوأ أوقاتها؛ إذ خسرت صادراتها من فنزويلا، وتعرضت لمشكلات التلوث في بعض مواقعها، إضافة إلى إلغاء وظائف على مستوى عالمي؛ ما هبط بسعر سهمها في 2024 بنسبة 7.5%، كما تراجع بنسبة 1.6% في تعاملات ما بعد ظهيرة أمس الجمعة 18 يوليو/تموز 2025.
ورغم نجاح شيفرون في الحصول على رخصة من الإدارة الأميركية للاحتفاظ بأصولها وحصصها بمشروعات النفط في فنزويلا، خلال نهاية مايو/أيار الماضي، فإن التعليمات الجديدة لم تشمل تجديد رخصة إنتاج النفط وتصديره أو توسعة نطاق نشاطها، وهو ما كانت تنصّ عليه رخصة منَحتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن خلال المدة بين عامي 2020 و2022.
يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الأميركي بتشديد العقوبات على فنزويلا بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو المتّهم بعدم إحراز تقدّم على صعيد ملفات الإصلاح السياسي والمهاجرين.
وتعرضت شيفرون، وهي إحدى الشركات المزوّدة لمصفاة باتون روج الأميركية إلى تلوث خام مارس، المنقول عبر خط أنابيب مارس، وقالت، في وقت سابق من الشهر الجاري: "إنها حددت مصدر تلوث الخام بالزنك المحتمل، الذي قد يكون مرتبطًا ببئر جديدة بدأت العمل مؤخرًا".
معركة قضائية
بلغت احتياطيات شيفرون من النفط والغاز قد هبطت إلى 9.8 مليار برميل من النفط المكافئ نهاية 2024.
وأُغلقت الصفقة في غايانا، بعد معركة قضائية طويلة مع منافستها إكسون موبيل للاستحواذ على هيس، والتي تشمل حقوق العمل في مربع ستابروك.
ويبلغ معدل استبدال الاحتياطي في الشركة الأميركية -بعد صفقة الاستحواذ- نحو 45% (يعني تجديد الاحتياطي المستنفد بنسبة 45%)، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إلا أن المحللين أشاروا إلى أن وجود الشركة الأميركية في غايانا والاستحواذ على حقوق هيس في مربع ستابروك، سيمكنها من زيادة إنتاجها.
وقال رئيس أبحاث الطاقة في شركة "جرديس" جون جرديس، إن إنتاج الشركة قد يبلغ 4.31 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ في 2030، وهو يتجاوز بمراحل إنتاجها حال عدم إتمام الصفقة.
وكان إنتاج شيفرون قد بلغ 3.3 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا في 2024.
وقد يكون ثراء مربع النفط الغاياني سببًا لشركة إكسون، التي تُشغّل حقل ستابروك، وشركة "سينوك" الصينية الشريك الأقلية الآخر في الحقل، في إقامة دعاوى تحكيم ضد شركة هيس العام الماضي، مُدّعين امتلاكهما حق الشفعة التعاقدي لشراء حصة هيس.
وكانت هذه المعركة محورية بالنسبة لشركة شيفرون، نظرًا إلى كون حقل غيانا يُعد من الأصول الأكثر طلبًا في محفظة هيس.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: