في تطور لافت على مسار المفاوضات المتعثرة منذ أشهر، كشف آدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، أن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس بات قريباً، مشيراً إلى تقدم غير مسبوق في المحادثات الجارية.
التصريحات جاءت في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية للوصول إلى صيغة توافقية تنهي الحرب المستمرة في قطاع غزة، وتضع حداً للدمار المتصاعد منذ أكثر من عام.
مبعوث ترامب: أصبحنا أقرب إلى الاتفاق من أي وقت مضى
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن آدم بولر، مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، قوله: "نحن أقرب إلى اتفاق بشأن غزة مما كنا عليه في الماضي"، في إشارة إلى تغيّر في المواقف وتمهيد لمخرجات تفاوضية محتملة.
تصريحات بولر تعكس درجة عالية من التفاؤل الأميركي، خاصة بعد دخول عدة أطراف على خط الوساطة النشطة، منها قطر ومصر والولايات المتحدة، التي كثّفت جهودها منذ مطلع يوليو الجاري لإعادة إحياء المفاوضات بين حماس وتل أبيب.
مصدر في حماس: اتفاق مشروط بالانسحاب الإسرائيلي
في السياق ذاته، كشف مصدر من حركة حماس مطلع على مفاوضات الدوحة، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن هناك مقاربات واقعية تُطرح حالياً، لكنه شدد على أن الاتفاق مرهون بشكل أساسي بموقف الولايات المتحدة، التي تمتلك أدوات الضغط الفاعلة على إسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن حماس معنية بوقف العدوان وإنهاء الإبادة، وتتحرك برؤية شاملة نحو اتفاق يتضمن صفقة تبادل أسرى، قد تبدأ بإطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين، وتتمدد لاحقاً.
وأوضح أن إسرائيل قدمت خرائط محدثة، تتضمن تراجعاً عن مطالب سابقة، أبرزها التنازل عن تمسّكها بالسيطرة على منطقة موراغ، ما اعتبره خطوة إيجابية قد تسهم في تهيئة المناخ السياسي للوصول إلى تفاهم نهائي.
انسحاب جزئي… وإسرائيل تخفف شروطها
موقع "أكسيوس" الأميركي كشف، الخميس، أن الوسطاء الثلاثة قطر ومصر والولايات المتحدة قدّموا مقترحاً محدثاً لحماس وإسرائيل الأربعاء، يتضمن تعديلين رئيسيين:
1. تخفيف نطاق الانسحاب الإسرائيلي من شمال ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر من 5 كيلومترات إلى 1.5 كيلومتر.
2. تعديل نسبة تبادل الأسرى، بما يقترب من مطالب حماس التي تسعى لتوازن أكبر في العملية.
ويُنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري بقيادة من حركة حماس في الدوحة السبت، في محاولة للحصول على موافقتهم النهائية على الاقتراح الجديد.
مفاوضات الدوحة: فرصة ثالثة للتهدئة بعد جولتين فاشلتين
تشهد العاصمة القطرية الدوحة منذ 6 يوليو مفاوضات غير مباشرة، هي الجولة الثالثة بعد اتفاقي تهدئة سابقين لم يصمدا طويلاً الأول في ديسمبر 2023 والثاني في يناير 2025.
ويراهن الوسطاء على أن التعديلات الأخيرة، إضافة إلى الضغط الأميركي، قد تدفع الطرفين لقبول اتفاق يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى وضمانات أمنية متبادلة.
بين تفاؤل المبعوثين وتحفظ الفصائل، تسير المفاوضات في الدوحة على حبل دقيق من التوازنات السياسية والأمنية.
لكن التغير اللافت في المواقف الإسرائيلية، وضغط إدارة ترامب، وواقعية حماس الجديدة، كلها عناصر توحي بأن غزة قد تقترب فعلاً من الهدنة الثالثة، هذه المرة، ربما تكون الأخيرة قبل سلام مؤجل أو انفجار جديد.