تشهد القارة الإفريقية موجة جديدة من ارتفاع أسعار الوقود خلال يوليو الجاري، حيث تصدرت إفريقيا الوسطى قائمة أعلى عشر دول من حيث تكلفة الوقود، وفق تقرير اقتصادي نشرته منصة «بيزنس أفريكا». وأكد التقرير أن هذه الزيادة اللافتة تأتي نتيجة تفاعل عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، تشمل ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وضعف العملات المحلية أمام الدولار، وتكاليف النقل والتوزيع.
وأوضح التقرير أن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل مباشر على تكاليف المعيشة والنقل والخدمات الأساسية في عدد من الدول الإفريقية، ما يفاقم الأعباء على المواطنين، خصوصًا في الدول ذات الدخول المنخفضة. كما يمثل تحديًا للحكومات التي تحاول موازنة احتياجات دعم الطاقة مع الضغوط على ميزانياتها العامة.
وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن إفريقيا الوسطى جاءت في المرتبة الأولى بأسعار وقود هي الأعلى في القارة، تليها دول مثل زيمبابوي، ملاوي، بوروندي، والسنغال، بينما سجلت بعض الاقتصادات الكبرى مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا زيادات طفيفة بفضل أنظمة الدعم أو الإنتاج المحلي.
ويرى محللون أن استمرار تقلبات أسعار النفط العالمية وتراجع قيمة العملات الإفريقية يضع المزيد من الضغوط على الأسعار المحلية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في عدة اقتصادات، ويؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، خاصة في القطاعات المعتمدة على النقل والطاقة.
ولفت التقرير إلى أن بعض الدول لجأت إلى إعادة هيكلة سياسات الدعم أو رفع أسعار الوقود تدريجيًا لتخفيف العبء عن ميزانياتها، بينما اتخذت أخرى إجراءات لتعزيز الإنتاج المحلي وتشجيع استخدام مصادر الطاقة البديلة. ومع ذلك، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول طويلة الأمد لتقليل الاعتماد على واردات الوقود وتقلبات السوق العالمية.
وأكد محللون أن الحكومات الإفريقية تواجه معضلة الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وسط ارتفاع أسعار الوقود، مع ضرورة الاستمرار في تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية وتوسيع نطاق الدعم الموجه للفئات الأكثر تضررًا، إلى جانب تعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة والبنية التحتية للطاقة.
ويرى خبراء الطاقة أن الاتجاه نحو تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية يمثل السبيل الأمثل لمواجهة هذه التحديات، ما قد يخفف تدريجيًا من تأثير تقلبات الأسعار العالمية على الاقتصادات الإفريقية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.