كشفت المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية إنجي بدوي عن الوجه الأخطر في منظومة الاحتلال الإسرائيلي، المتمثل في "وحدات المستعربين"، واصفة إياهم بأنهم "العدو الذي يصلي معك ويشاركك المظاهرة ويجلس إلى جوارك في المقهى"، وهم في الحقيقة وحدات تجسس واغتيال مدربة، تندس في المجتمع الفلسطيني تحت غطاء إنساني واجتماعي وديني.
حقيقة المستعربين في فلسطين
وقالت بدوي، في تصريحات صحفية، إن هذه الوحدات تمثل حربًا خفية لا يُسمع فيها صوت الرصاص، لكنها تزرع الرعب وتخترق الوعي والمكان والهوية الفلسطينية، موضحة أن المستعربين هم عناصر من جيش الاحتلال أو جهاز الشاباك، يرتدون الزي الفلسطيني، ويتحدثون اللهجة المحلية، ويمارسون الطقوس الدينية مع السكان، بهدف تنفيذ عمليات اغتيال، اعتقال، جمع معلومات استخباراتية، واختراق المنظمات الفلسطينية.
وأضافت أن هذه الوحدات ظهرت منذ الانتداب البريطاني، حين استخدمت منظمة "الهاغاناه" عناصر يهودية من أصول شرقية للاندساس بين العرب، وفي السبعينيات تأسست وحدتا "شمشون" لغزة و"دوفدفان" للضفة الغربية، إلى جانب وحدات أخرى مثل 504 و510 و"يمام"، مؤكدة أن "دوفدفان" هي الأشهر إعلاميًا، فيما أُعيد إحياء "شمشون" مؤخرًا بعد 2014.
وأشارت بدوي إلى أن عناصر هذه الوحدات يخضعون لتدريبات صارمة تشمل تعلم القرآن، أسماء العائلات، العادات الاجتماعية، اللهجات المحلية، إضافة إلى مهارات التخفي والاشتباك القريب، مؤكدة أن غالبية المجندين يتم اختيارهم من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، ومن أصول عرقية تسهل اندماجهم مثل الدروز والبدو والشرقيين.
وعن الوضع الحالي في قطاع غزة، أوضحت بدوي أن وحدة "شمشون" ترتكب جرائم إرهابية تتنوع بين اغتيالات، عمليات اختطاف، تحديد أماكن قادة المقاومة، التوغل في المستشفيات والمخيمات، وزرع أجهزة تجسس.
كما ساهمت هذه الوحدة في تحديد أهداف لضربات سلاح الجو الإسرائيلي، بعد فشل الاحتلال في الوصول إلى الرهائن أو حسم المعارك ضد حماس.
وتابعت أن أشهر جرائم المستعربين تشمل اغتيال الشهيد يحيى عياش وعدد من قيادات حركة حماس في التسعينيات، إلى جانب اختطاف نشطاء فلسطينيين خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، مشيرة إلى أن توغلهم في العمل الإنساني بعد انسحاب الاحتلال من غزة في 2005 كان وسيلة لاختراق النسيج المجتمعي الغزاوي.
وختمت إنجي بدوي حديثها بالتأكيد على أن المستعربين ليسوا مجرد وحدة عسكرية، بل عقيدة استخباراتية إسرائيلية تتعمد استباحة الحياة الفلسطينية وانتحال صفة المدنيين، وهو ما يُعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، مثلما يحدث في الضفة الغربية.
كما نددت بمحاولات الاحتلال تلميع صورة هذه الوحدة عبر مسلسل "فوضى" الإسرائيلي الذي قدم المستعربين في صورة "أبطال" بينما يعرض العنف والقتل ضد الفلسطينيين وكأنه أمر مشروع، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال الإعلامية ما هي إلا محاولة لتبرير الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.