كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تحقيق استقصائي موسّع، أن شركة MBDA، أكبر مصنّع للصواريخ في أوروبا، متورطة بتزويد إسرائيل بمكوّنات قنابل استخدمت في غارات جوية قاتلة على قطاع غزة، رغم أن المملكة المتحدة علّقت بعض صادراتها العسكرية إلى تل أبيب.
قنابل "GBU-39"
وفقًا للتحقيق، فإن شركة MBDA، عبر فرعها الأمريكي، تواصل تصدير مكونات حساسة تُستخدم في قنابل GBU-39، التي تُطلقها الطائرات الإسرائيلية بدقة عالية، وقد شُحنت منها آلاف القطع إلى إسرائيل.
هذه القنابل استُخدمت في عشرات الضربات الجوية، وتم توثيق 24 هجومًا أسفر عن مقتل مدنيين بينهم أطفال، وفقًا لتحليل خبراء التسلّح.
قصف المدارس والمخيمات ليلًا
في العديد من الحالات التي تم توثيقها، نُفّذت الضربات ليلًا دون سابق إنذار، واستهدفت مدارس ومراكز إيواء نازحين.
من أبرز الأمثلة: غارة على مدرسة فهمي الجرجاوي في غزة عند الساعة الثانية صباحًا يوم 26 مايو، أدت إلى مقتل 36 شخصًا، نصفهم أطفال.
ووثّق الفيديو لحظة نجاة طفلة صغيرة وسط النيران، بينما فقدت والديها وشقيقتها، وأُصيبت بحروق بالغة.
كيف تمرّ الأسلحة رغم الحظر البريطاني؟
رغم تعليق لندن 29 ترخيصًا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر الماضي، فإن القيود لا تشمل نشاط الشركات البريطانية خارج البلاد.
تُنتج MBDA الأمريكية، ومقرها في ولاية ألاباما، أجنحة دقيقة تُثبّت على قنابل GBU-39، تُصنع القنبلة أساسًا بواسطة شركة بوينغ، وتُستخدم لتوجيهها نحو أهدافها بدقة.
من جهتها، صرّحت الشركة بأنها تلتزم بجميع القوانين والأنظمة الدولية والمحلية، ولديها ما وصفته بـ "سياسات تصدير صارمة". لكن منظمات حقوقية اعتبرت هذه التصريحات غطاءً قانونيًا لا يُلغي مسؤولية الشركة عن مقتل المدنيين، لا سيما وأن صادراتها لم تتوقّف.
الأمم المتحدة: "جرائم حرب محتملة"
وقد راجعتا الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية عدة حالات موثقة من التحقيق، وخلصتا إلى أن بعض الهجمات قد تُصنّف كجرائم حرب. كما تشير تقديرات أممية إلى أن 70% من قطاع غزة أصبح مدمّرًا، في حين تجاوز عدد القتلى المدنيين 40 ألفًا منذ 7 أكتوبر 2023.
لكن.. كيف تصل القنابل إلى إسرائيل؟
تُرسل قنابل GBU-39 إلى إسرائيل في إطار برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية، إمّا من خلال منح مباشرة أو من مخزونات الجيش الأمريكي. ومنذ أكتوبر 2023، شُحنت ما يُقارب 4800 قنبلة، وكانت أحدث دفعة مكوّنة من 2166 قنبلة قد أُعلن عنها في فبراير 2025.
وقد رفضت شركة MBDA التعليق على إمكانية إغلاق مصنعها في ألاباما أو وقف شحنات المكونات إلى إسرائيل.