تعود بطولة كأس العرب في نسختها الجديدة نهاية عام 2025، حيث تستعد قطر مجددًا لاستضافة المنافسات وسط ترقب جماهيري واسع في مختلف أنحاء المنطقة، بعدما رسخت النسخة الماضية عام 2021 مكانة البطولة على الساحة الكروية العربية، خاصة بعد أن منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم اعترافًا رسميًا وشملها ضمن أجندة بطولاته المعتمدة، ما جعلها تحظى بدفعة معنوية وتنظيمية كبيرة، وضمن لها الاستمرارية على مدار السنوات المقبلة.
أعلن "فيفا" عن منح قطر حق تنظيم ثلاث نسخ متتالية من البطولة، تبدأ بالنسخة الحالية ثم تعود في 2029 و2033، في خطوة تؤكد الثقة الكبيرة في قدرات الدولة الخليجية على تنظيم البطولات الكبرى، وتفتح الباب أمام مواسم كروية مزدحمة وطموحة، رغم أن البطولة لا تندرج ضمن مواعيد التوقف الدولي الرسمية، إلا أن إشراف الاتحاد الدولي يضفي عليها طابعًا رسميًا ويعزز من جاذبيتها لدى الجماهير والمنتخبات على حد سواء.
ستُقام نسخة 2025 خلال شهر ديسمبر، وتحديدًا من اليوم الأول وحتى الثامن عشر منه، على أن تسبقها مرحلة تمهيدية حاسمة تُقام يومي 25 و26 نوفمبر، حيث تتنافس 14 دولة على 7 بطاقات مؤهلة، لتكتمل قائمة المنتخبات الستة عشر التي ستخوض غمار النهائيات، والتي تشهد مشاركة واسعة من دول شمال إفريقيا والخليج وبلاد الشام والقرن الإفريقي.
اختارت اللجنة المنظمة عددًا من الملاعب التي سبق أن استضافت مباريات كأس العالم 2022 في قطر، ليحتضن استاد البيت المواجهة الافتتاحية في الأول من ديسمبر، فيما تقرر إقامة النهائي الكبير على استاد لوسيل يوم 18 ديسمبر، تزامنًا مع اليوم الوطني لدولة قطر، في احتفالية رياضية ستجمع بين الرمزية الوطنية والحدث الكروي العربي.
تشمل قائمة المتأهلين بشكل مباشر تسعة منتخبات، هي قطر الدولة المستضيفة، والجزائر حاملة اللقب، إلى جانب المغرب، مصر، تونس، السعودية، العراق، الأردن، والإمارات، وجاء التأهل نتيجة تصنيف المنتخبات في جدول فيفا لشهر أبريل 2025، بينما تنتظر بقية المنتخبات المرور عبر مواجهات فاصلة تقام من مباراة واحدة لحسم مقاعدها في البطولة.
المنتخبات المتأهلة من التصفيات ستلتحق بدور المجموعات الذي يقسّم الفرق إلى أربع مجموعات تضم كل واحدة أربعة منتخبات، ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، لتبدأ مرحلة الإقصاء المباشر وصولًا إلى المباراة النهائية، وهو نظام مشابه لما جرى في النسخة السابقة التي نالت إشادات واسعة من الجماهير والنقاد.
أسفرت قرعة البطولة، التي أُجريت في الدوحة في مايو 2025، عن توزيع منتخبات البطولة على مجموعات متوازنة، مع تسجيل عدة مواجهات مرتقبة ومثيرة، أبرزها اللقاء المرتقب بين المغرب والسعودية في المجموعة الثانية، وسط توقعات بمباراة تملؤها الإثارة، بالنظر إلى تاريخ المنتخبين وحجم جماهيرهما، كما أثارت المجموعة الثالثة اهتمام المتابعين، بعدما جمعت مصر والإمارات والأردن، وهي فرق سبق لها الظهور القوي في النسخ الماضية.
في المجموعة الأولى، تجدد الموعد بين قطر وتونس، في إعادة لنصف نهائي نسخة 2021، بينما أوقعت القرعة الجزائر، حاملة اللقب، في المجموعة الرابعة إلى جانب العراق، في مواجهة تعيد إلى الأذهان مواجهات قوية جرت بين المنتخبين في بطولات سابقة، ما يجعل هذه المجموعة بدورها محط أنظار المتابعين خلال الدور الأول.
مباريات المرحلة التأهيلية تضم سبع مواجهات تُلعب في أواخر نوفمبر، وتشهد لقاءات بين عمان والصومال، البحرين وجيبوتي، سوريا وجنوب السودان، فلسطين وليبيا، لبنان والسودان، الكويت وموريتانيا، وأخيرًا اليمن أمام جزر القمر، على أن ينضم الفائز من كل مباراة إلى إحدى المجموعات الأربع التي تضم المنتخبات المتأهلة مسبقًا.
تواجه البطولة تحديات تتعلق بالتقاطع مع أجندة البطولات القارية والدولية، إذ تتزامن مواعيدها تقريبًا مع نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وتنطلق بعدها بأيام قليلة بطولة كأس الأمم الإفريقية في المغرب، مما قد يدفع بعض الاتحادات الوطنية إلى اتخاذ قرارات فنية استثنائية، كالمشاركة بمنتخبات رديفة أو تشكيلات محلية لتفادي إرهاق اللاعبين الأساسيين.
وفي محاولة لتشجيع المشاركات القوية، خصصت اللجنة المنظمة جوائز مالية غير مسبوقة تتجاوز قيمتها 36.5 مليون دولار، ما يرفع من القيمة التنافسية للبطولة ويزيد من حوافز المنتخبات للمشاركة بأفضل العناصر المتاحة لديها، ويجعل كأس العرب 2025 واحدة من أكثر البطولات إثارة للاهتمام على المستوى الإقليمي خلال العام المقبل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.