استقرار حذر في أسعار النفط وسط ارتفاع المخزونات الأمريكية وتوترات تجارية عالمية

استقرت أسعار النفط العالمية على تراجع طفيف، اليوم الأربعاء، وسط تأثيرات متباينة لبيانات المخزونات الأمريكية والتوترات التجارية والاقتصادية العالمية.

وجاء هذا التراجع في ظل ارتفاع مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة، ما عوّض عن بعض المؤشرات الإيجابية المتعلقة بنمو الطلب، بينما تستمر المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

أسعار النفط العالمية

أنهى خام برنت جلسة التداول منخفضًا بمقدار 19 سنتًا، أو 0.3%، ليصل إلى 68.52 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 14 سنتًا، أو 0.2%، إلى 66.38 دولارًا للبرميل.

وجاءت هذه التحركات بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 3.4 مليون برميل، على خلاف التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بمقدار مليون برميل، كما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير - التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - بنحو 4.2 مليون برميل، وهو ما يفوق التوقعات بكثير، في وقت انخفضت فيه مخزونات الخام بمقدار 3.9 مليون برميل.

وأشار خبراء إلى أن زيادة المعروض من الوقود في السوق المحلي الأمريكي أثرت سلبًا على أسعار النفط، خصوصًا مع تسجيل معدلات تشغيل المصافي أعلى مستوياتها هذا العام عند 94%.

كما تراجعت المؤشرات المرتبطة بالطلب، حيث انخفضت الكمية الموردة من البنزين بمقدار 670 ألف برميل يوميًا إلى 8.5 مليون برميل، في ذروة موسم القيادة الصيفي. وزادت حالة الترقب في الأسواق بعد تجدد الحديث عن نية ترامب فرض رسوم جمركية صارمة على روسيا خلال 50 يومًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، إلى جانب المخاوف من إقالة محتملة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يعزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة.

ورغم استمرار هذه الضغوط، أشار تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تحسن طفيف في النشاط الاقتصادي الأمريكي، لكنه حذر من ضغوط تضخمية ناجمة عن الرسوم الجمركية.

من جهة أخرى، توقعت "أوبك" في تقريرها الشهري أداءً اقتصاديًا عالميًا أقوى خلال النصف الثاني من العام، مدعومًا بتحسن في الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والصين والهند.

كما رفعت المصافي الصينية المملوكة للدولة معدلات إنتاجها بعد انتهاء فترات الصيانة، لتلبية الطلب المحلي وإعادة بناء مخزونات البنزين والديزل.

وقدّر بنك باركليز نمو الطلب الصيني على النفط بـ400 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من العام، ليصل إلى 17.2 مليون برميل.

وعلى صعيد الإمدادات، تسببت هجمات متكررة بطائرات مسيّرة على منشآت نفطية في إقليم كردستان العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية في خفض الإنتاج اليومي بمقدار يتراوح بين 140 و150 ألف برميل، وسط أضرار واسعة للبنية التحتية ووقف عمليات التشغيل في عدد من الحقول، ما يُبقي التوازن بين العرض والطلب في حالة من الترقب المستمر.