أخبار عاجلة

باحثون يثمنون جهود الراحل موحند كرسل في اللسانيات الأمازيغية والعربية

باحثون يثمنون جهود الراحل موحند كرسل في اللسانيات الأمازيغية والعربية
باحثون يثمنون جهود الراحل موحند كرسل في اللسانيات الأمازيغية والعربية

في أجواء خيَّمَت عليها رهبة الفقد الممزوجة بالحزن والامتنان، التأم ثلة من المثقفين والباحثين، اليوم الأربعاء، في لقاء تأبيني بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، خُصّص لاستحضار مسيرة وروح البروفيسور المتخصص في اللسانيات الراحل موحند كَرسل، الذي وافته المنية في أوائل شهر يونيو الماضي بمدينة مونتريال الكندية، تاركا وراءه إرثا علميّا مهمّا سيظل شاهدا على شغفه العميق باللسانيات الأمازيغية، وإيمانه الراسخ بقدرة هذه اللغة على حمل ذاكرة وهوية وثقافة “إيمازيغن”.

وشهد هذا اللقاء التكريمي، الذي حضره عدد من أقارب ومعارف الفقيد، تتقدمهم أرملته، لحظات إنسانية وعلمية بامتياز، امتزجت فيها دموع الوفاء وشهادات التقدير والاعتراف، حيث تعاقب عدد من الأساتذة الباحثين على منصة الكلمة لإلقاء شهادات مؤثرة في حق رجل نذر حياته لخدمة اللسانيات الأمازيغية، أجمعت كلها على فضله الكبير في إغناء البحث اللساني الأمازيغي وعلى تواضعه رغم عمق معرفته وكذا على عطائه الأكاديمي السخي الذي تُرجم في مقالات وأبحاث علمية لا تزال مرجعا في الدراسات اللسانية الأمازيغية.

في كلمة له بهذه المناسبة، قال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن “أفضل ما يمكن التوقّف عنده في هذا اللقاء التأبيني للراحل موحند كَرسل هو تسليط الضوء على الخصال الحميدة للفقيد؛ لكني فضّلت هنا أن أترك الحديث لمن له المعرفة به، لأتفرغ من جهتي لتبيان القيمة العلمية المضافة التي قدمها الراحل في مسيرته الأكاديمية حول الأمازيغية وحول اللغة العربية أيضا”.

وأضاف بوكوس أن “إسهامات الراحل في مجال اللسانيات الأمازيغية وكذا العربية تتجلى في مجموعة من المساهمات النظرية والمنهجية التي كان لها أثر بالغ في دراسة هاتين اللغتين من منظور لساني توليدي”، مسجّلا أن “أبحاث الفقيد أسهمت بشكل كبير في تطوير البحث اللساني حول اللغة الأمازيغية، خصوصا في التفاعل بين الصوتيات والصرف. وقد أصبحت أعماله في بنية المقطع الصوتي والاشتقاق الفعلي والتركيب النحوي من الركائز الأساسية في الدراسات الأمازيغية”.

وتابع عميد “إيركام”: “الباحث الراحل لم يكتفِ برصد البنية الفينومينولوجية للغة الأمازيغية بفروعها، خاصة فرع الأطلس المتوسط؛ بل قدّم تحليلات دقيقة وعميقة لبنية المقطع الصوتي في الأمازيغية، مبرزا الظواهر التي تحكم هذه الأصوات. وقد ساعد ذلك في كشف حقائق كثيرة؛ مثل صمود الحركة القصيرة، والبنية التحتية لبعض الأصوات الساكنة، ومنها الصوامت الرنانة”.

وأشار إلى أن الراحل موحند كَرسل تعمّق في “تأطير ظاهرة الحالة الإضافية، وقام بنمذجة هذه الظاهرة ضمن إطار النحو التوليدي، موضّحا كيف تتغير بنية الاسم عند دخوله في علاقة نسبية أو إسنادية، حيث أسهم هذا التحليل في توسيع الفهم المقارن بين اللغات السامية واللغة الأمازيغية، مع إبراز أوجه التشابه والاختلاف بين هذه اللغات”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت كنزة أوحسي، أرملة البروفيسور الراحل موحند كَرسل، إن “تنظيم هذا اللقاء التأبيني والتكريمي لروح الفقيد موحند كَرسل يعني لعائلته الكثير، خاصة أنه يشكّل لحظة اعتراف، سواء من المعهد أو من الأمازيغ والمغاربة عموما، بإسهامات الفقيد وبمناقبه؛ وهذا يخفف علينا من وطأة الغياب والألم والفقد”.

وبلغة غلبت عليها الدموع، أضافت: “عشت مع الفقيد آخر لحظاته.. ثم إن اجتماع كل هؤلاء الأشخاص هنا اليوم شيء عظيم ولفتة مهمة بالنسبة لي”، مسجّلة أن “الراحل موحند كَرسل كان إنسانا أمازيغيّا حرّا يفتخر بأصوله، كما كان شخصا مسالما ومتواضعا، نذر حياته كلها للبحث الأكاديمي والعلمي، ولعلم اللسانيات الذي أعطى فيه الكثير، وأعماله تشهد على ذلك”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أزمة كبرى بين نوتينجهام فورست وتوتنهام هوتسبير بسبب مخالفة قانونية في صفقة مورجان جيبس وايت
التالى الزمالك يحسم تعاقده مع المغربي عبد الحميد معالي