أخبار عاجلة
جوجل تُعلن موعد الكشف عن سلسلة بكسل 10 الجديدة -

تصعيد إسرائيلي سوري في السويداء.. اتفاق هشّ لوقف ...

تصعيد إسرائيلي سوري في السويداء.. اتفاق هشّ لوقف ...
تصعيد إسرائيلي سوري في السويداء.. اتفاق هشّ لوقف ...

الاربعاء 16 يوليو 2025 | 08:55 مساءً

محمد عاشور

تعيش محافظة السويداء جنوب سوريا على وقع اشتباكات دامية رغم إعلان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الحكومة ومقاتلين من الطائفة الدرزية التي تشكّل غالبية سكان المحافظة، وبينما كان يُفترض أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فورًا، تجددت الاشتباكات بعد ساعات قليلة، وسط استمرار القصف وتحليق الطائرات الحربية وتصاعد أعمدة الدخان من مواقع حيوية في العاصمة دمشق، في تصعيد تزامن مع هجمات جوية إسرائيلية قالت إنها تستهدف حماية المجتمعات الدرزية من اعتداءات القوات الحكومية.

وتوسعت رقعة القتال ليشمل مواجهات بين مقاتلين دروز محليين وقوات حكومية مدعومة بقبائل بدوية، ما أسفر عن مقتل العشرات ومئات الجرحى، وسط تقارير عن عمليات نهب وحرق منازل وتفاقم أوضاع المدنيين المحاصرين، ومع تشابك الأدوار الإقليمية، توعدت إيران برد واسع إذا استمرت الهجمات على سوريا، فيما دعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس والحوار، وبين تعهدات حكومية بتأمين المنطقة وتشكيل لجان تحقيق وتعويض المتضررين، يشكك مراقبون في قدرة الحكومة على كسب ثقة الدروز الذين يصرون على الاحتفاظ بميليشياتهم المستقلة.

وقف إطلاق النار بين الدروز والحكومة السورية في السويداء

أعلن الزعيم الديني الدرزي الشيخ يوسف جربوع، في مقطع فيديو بثّته وسائل الإعلام الرسمية السورية، اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الدروز والحكومة السورية في محافظة السويداء جنوب البلاد، على أن يدخل حيز التنفيذ فورًا.

غير أنّ الهدنة سرعان ما انهارت، إذ أكد شهود عيان استمرار إطلاق النار من جانب القوات الحكومية داخل مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها مساء الثلاثاء، وفقًا  لوكالة «رويترز».

وتزامن ذلك مع تصعيد عسكري غير مسبوق شنّت خلاله إسرائيل ضربات جوية قوية على العاصمة دمشق، أدت إلى أضرار جسيمة بوزارة الدفاع واستهدفت مواقع قرب القصر الرئاسي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات جاءت ردًا على اعتداءات القوات الحكومية السورية على المجتمعات الدرزية في جنوب سوريا، متوعدًا بتدمير تلك القوات وضمان انسحابها من المنطقة.

وصرّح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن الجيش قصف مدخل مقر عسكري بدمشق وهدفًا آخر قرب القصر الرئاسي، مضيفًا أن إسرائيل لن تسمح بمجزرة بحق الدروز في سوريا.

الدروزالدروز

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش سيواصل العمل بقوة في السويداء حتى تدمير القوات المعتدية وضمان انسحابها الكامل.

وبحسب شهود من «رويترز»، شوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من مبنى وزارة الدفاع في وسط دمشق عقب سلسلة من الغارات الجوية المكثفة، بينما سُمعت أصوات تحليق الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض. 

وأكدت وزارة الصحة السورية إصابة 13 شخصًا نتيجة الغارات.

إيران تدافع عن سوريا

في المقابل، توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، بردّ واسع إذا استمرت الهجمات على سوريا، مؤكدًا استعداد بلاده لتوجيه ضربة أكبر للخصوم، مشددًا على أن إيران مستعدة لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل معًا.

من جهته، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تصريحاته بأن إيران ترغب في التفاوض، مؤكدًا أن بلاده ليست في عجلة لاستئناف المحادثات، في وقت تواصل فيه واشنطن والدول الأوروبية الضغط لاستئناف المفاوضات النووية مع طهران قبل نهاية أغسطس.

مواجهات دامية وسط تحذيرات دولية

اندلعت الاشتباكات الأخيرة في السويداء، وهي معقل للطائفة الدرزية في سوريا، بين مقاتلين دروز محليين وقوات حكومية وأفراد من القبائل البدوية، ما أسفر عن مقتل العشرات منذ مطلع الأسبوع. 

وقدّرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد القتلى بـ169، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن الحصيلة قد تتجاوز 300 قتيل، بينما لم تتمكن «رويترز» من التحقق من الأعداد بشكل مستقل.

وأكد شهود وسكان محليون من السويداء أنهم محاصرون داخل منازلهم مع استمرار القتال، وسط أصوات طلقات نارية وانفجارات.

ونقلت «رويترز» عن أحد السكان قوله: «نحاول تهدئة الأطفال حتى لا يسمعنا أحد. نحن خائفون جدًا».

وقالت وكالة أنباء «السويداء 24»، إن المدينة والقرى المجاورة تعرضت لقصف مدفعي كثيف وقذائف هاون صباح الأربعاء، فيما دعت وزارة الدفاع السورية المواطنين للبقاء داخل منازلهم، وسط تقارير عن عمليات نهب وحرق منازل من جانب القوات الحكومية، بحسب شهادات ميدانية.

إسرائيل تشدّد قبضتها وتحذر من ضربات مؤلمة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه استهدف جنوب سوريا ودمر دبابات وشاحنات تحمل أسلحة ثقيلة كانت متجهة نحو السويداء، كما أفادت مصادر عسكرية بأن طائرات إسرائيلية بدون طيار قصفت مواقع داخل المدينة.

وشهدت المنطقة الحدودية تصعيدًا إضافيًا بعدما اخترق عشرات الدروز من داخل إسرائيل السياج الحدودي وتواصلوا مع أقاربهم على الجانب السوري.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أعادهم إلى داخل الحدود. ودعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل إلى عدم عبور الحدود، محذرًا من خطر الوضع في جنوب سوريا.

الدروزالدروز

جهود دبلوماسية وتصريحات متناقضة

في المقابل، دعت الولايات المتحدة الأطراف كافة إلى ضبط النفس، وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك إنه على الجميع الانخراط في حوار جاد يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار ويجب محاسبة المسؤولين عن العنف.

وكانت الحكومة السورية قد أصدرت بيانًا أكدت فيه التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الفوضى في السويداء وضمان حماية المواطنين وحقوقهم، بينما تحدث الشيخ يوسف جربوع عن اتفاق جديد ينص على اندماج السويداء بالكامل ضمن الدولة السورية، وإعادة تفعيل مؤسساتها وتأمين الطرق بين دمشق والسويداء.

كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتحقيق في الانتهاكات وتعويض المتضررين، إضافةً إلى انسحاب الجيش إلى ثكناته وتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع.

ورغم تعهدات الحكومة بحماية الأقليات ودمج المحافظة، يشكّك مراقبون في قدرة الرئيس المؤقت أحمد الشرع على كسب ثقة الدروز، الذين يصرون على الاحتفاظ بميليشياتهم المستقلة وسط مخاوف من تكرار استهدافهم من جانب القوى السنية المتشددة الموالية للحكومة الجديدة.

وتعهد الشرع مرارًا بحماية جميع الأقليات السورية وإعادة توحيد البلاد، إلا أن الاشتباكات والاتهامات الأخيرة أظهرت هشاشة هذه الوعود في ظل تصاعد العنف والانقسامات العميقة.

طائفة الدروز تحت القصف ووسط معادلات معقدة

يُذكر أن الدروز، البالغ عددهم قرابة المليون، يعيشون أساسًا في سوريا ولبنان وإسرائيل، ويتمركزون في جنوب سوريا بالقرب من مرتفعات الجولان، وتربط أبناء الطائفة في الجولان وفي داخل إسرائيل علاقات تاريخية واجتماعية وثيقة مع الدروز في السويداء.

ويعتبرون الدروز، السويداء معقلهم الأكبر داخل سوريا، حيث يسعى بعض زعمائهم لحماية مناطقهم عبر الاحتفاظ بسلاح مستقل، وسط انقسامات داخلية بين من يدعو للاندماج الكامل ضمن الدولة ومن يطالب بتدخل دولي لحمايتهم من حملات عسكرية متكررة.

وكان الزعيم الروحي حكمت الهجري قد ناشد المجتمع الدولي التدخل لحماية الدروز من الحملة البربرية التي تشنها القوات الحكومية، وفي المقابل، أصدر زعماء دروز آخرون بيانات داعمة للتدخل الحكومي في السويداء لإعادة بسط سلطة الدولة، داعين إلى تسليم الأسلحة وبدء حوار مباشر مع دمشق. 

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الإسماعيلي يدعو لعقد جمعية عمومية غير عادية لحسم مصير مجلس الإدارة
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية