أخبار عاجلة

لمحة عن الابتكار الحضري المبكر.. مدينة مصرية مفقودة تكشف عن أبراج سكنية قديمة

لمحة عن الابتكار الحضري المبكر.. مدينة مصرية مفقودة تكشف عن أبراج سكنية قديمة
لمحة عن الابتكار الحضري المبكر.. مدينة مصرية مفقودة تكشف عن أبراج سكنية قديمة

كشفت أعمال التنقيب الأثرية الأخيرة في دلتا النيل بمصر عن بقايا مدينة إيميت (Imet) التي يعرفها بعض الأثريين باسم بوتو (Buto) المفقودة منذ زمن طويل، وهي مدينة تعود إلى العصور القديمة وتتميز ببيوت أبراج متعددة الطوابق، وهي هياكل من الطوب اللبن تُظهر استراتيجيات تطوير حضري متطورة خلال العصر المتأخر والعصر البطلمي. 

هذا الاكتشاف، الذي أجرته بعثة مشتركة بقيادة جامعة مانشستر وجامعة مدينة السادات، يقدم أدلة قيمة حول كيفية تكيف المصريين القدماء مع النمو السكاني السريع وتعقيدات الحياة الحضرية قبل أكثر من 2000 عام.

 يقع الموقع بالقرب من تل الفارعين الحديث، على بُعد حوالي 10 كيلومترات جنوب موقع تانيس الشهير، ويُبرز أهمية المدينة كمركز اقتصادي وديني نابض بالحياة وفقًا لمجلة أركيونيوز المتخصصة في الآثار العالمية.

وتتمثل إحدى النقاط المحورية في هذا الاكتشاف في بيوت الأبراج، وهي هياكل متعددة الطوابق صُممت لاستيعاب السكان المتزايدين في دلتا النيل المزدحمة. 

هذه المباني، المشيدة من الطوب اللبن ومدعومة بجدران أساس سميكة، تُظهر نهجًا هندسيًا مبتكرًا لمواجهة تحديات الكثافة الحضرية. يُشير الدكتور نيكي نيلسن، مدير الحفريات من جامعة مانشستر، إلى أن هذه البيوت الأبراج كانت نادرة خارج دلتا النيل، مما يعكس طبيعة إيميت كمدينة ذات بنية تحتية حضرية معقدة. 

تُشبه هذه الهياكل استراتيجيات التخطيط الحضري الحديثة التي تعتمد على البناء العمودي لمواجهة نقص المساحات، مما يكشف عن مستوى متقدم من الابتكار في العمارة المصرية القديمة.

إلى جانب بيوت الأبراج، كشفت الحفريات عن عناصر أخرى تُبرز الأهمية الاقتصادية والدينية لإيميت.

 فقد عُثر على مخازن حبوب، وأقفاص للحيوانات، وطريق طقسي يربط المدينة بمعبد واجيت، إلهة المدينة الراعية. كما تم اكتشاف مبنى كبير بأرضية مغطاة بالجص الجيري وأعمدة ضخمة يعود تاريخه إلى منتصف العصر البطلمي، مما يُشير إلى تغييرات في التخطيط الحضري والممارسات الدينية بمرور الوقت. 

يُلاحظ نيلسن أن الطريق الطقسي توقف عن الاستخدام في تلك الفترة، مما قد يعكس تحولات في الأهمية الدينية للمعبد أو التغيرات في العادات الاجتماعية.

أضافت القطع الأثرية المكتشفة بعدًا إنسانيًا لهذا الموقع، حيث عُثر على أدوات من الحياة اليومية وممارسات دينية. 

من بين هذه القطع، تم العثور على سيستروم نحاسي، وهو آلة طقسية مرتبطة بالإلهة حتحور، بالإضافة إلى تمثال أوشابتي من الفيانس الأخضر يعود تاريخه إلى الفترة بين 664 و525 قبل الميلاد، ولوحة حجرية منقوشة تُصور الإله هاربوكراتيس محاطًا برموز الحماية. 

هذه القطع تُسلط الضوء على الحياة اليومية والمعتقدات الروحية لسكان إيميت، مما يُعزز فهمنا للطريقة التي بنى بها المصريون القدماء مجتمعاتهم.

يُعد اكتشاف إيميت جزءًا من تحول أوسع في علم الآثار المصري، حيث يزداد الاهتمام بدراسة المستوطنات والعمارة المنزلية بدلًا من التركيز التقليدي على المعابد والمقابر.

 تُبرز هذه الحفريات أهمية دلتا النيل كمركز للابتكار الحضري خلال العصر المتأخر، وتُقدم دروسًا خالدة حول كيفية تكيف البشر مع التحديات الحضرية، سواء في العصور القديمة أو في العصر الحديث. 

مع استمرار الحفريات، يأمل الباحثون في الكشف عن المزيد من الأدلة التي ستُعزز فهمنا لكيفية مساهمة هذه الهياكل العمودية في صمود المدينة وهويتها الثقافية.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير العدل يصدر حركة ترقيات في قطاع التفتيش الفني بـ الشهر العقاري
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية