- كيف تحوّل الصراع مع ترامب إلى معركة شخصية وسياسية بعد ضرب «تيسلا»؟
- طموح رئاسة وكالة «ناسا» يصطدم بالحسابات السياسية والنفوذ العسكري
- هل يتمكّن ماسك من كسر احتكار الجمهوريين والديمقراطيين للحياة السياسية؟
- ثروته الهائلة وشبكته الإعلامية الواسعة هل تحسمان معركة «تكسير العظام»؟
هل يشهد المشهد السياسي الأمريكي ولادة قوة ثالثة تُربك توازن الحزبين العريقين؟.. في خطوة فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم «حزب أمريكا»، متحدياً هيمنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكن لا يحق لإيلون ماسك الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية بموجب الدستور، لأنه وُلد في 28 يونيو 1971 في بريتوريا، جنوب إفريقيا، وليس داخل الولايات المتحدة.
وجاء هذا الإعلان بعد خلاف علني وتصعيد كلامي بين ماسك والرئيس دونالد ترامب، وصل حد تهديد الأخير بترحيل ماسك، وردّ الملياردير الأشهر باتهامات ثقيلة طالت ماضي ترامب وصلاته بالمجرم الراحل جيفري إبستين، فهل يكون ماسك هو اللاعب الذي يعيد رسم قواعد اللعبة السياسية في واشنطن؟
اندلع خلاف حاد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك بعد توقيع ترامب على مشروع قانون لخفض الإنفاق الحكومي وإلغاء الإعفاءات الضريبية لشركات الطاقة الخضراء، وهو ما اعتبره ماسك تهديدًا مباشرًا لمصالح شركاته، خاصة «تيسلا»، أكبر مُصنّع للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
تصاعدت التوترات بين الطرفين، حيث تبادلا الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهدّد ترامب بسحب العقود الحكومية من شركات ماسك، بل ولوّح بترحيله خارج البلاد.
كانت العلاقة بين ترامب وماسك ودّية في البداية، حيث دعم ماسك حملة ترامب الانتخابية بأكثر من 250 مليون دولار. وبعد فوز ترامب بالرئاسة، أنشأ وزارة جديدة باسم «وزارة الكفاءة»، عيّن ماسك لقيادتها، مكلفة بمراقبة الإنفاق الحكومي ومكافحة الهدر، في خطوة اعتُبرت ردّ جميل لدعمه.
خلال تلك الفترة، ظهر التقارب بينهما بشكل واضح، حيث كان ماسك يرافق ترامب في معظم لقاءاته الصحفية، وأحيانًا برفقة ابنه الصغير البالغ من العمر أربع سنوات، والذي كان ترامب يتفاعل معه أمام الإعلام. لكنّ تدخّل ماسك الواسع في الشؤون الحكومية أثار استياء بعض أعضاء الإدارة الأمريكية. لاحقًا، استقال ماسك من منصبه في الوزارة في إطار خطة لتقليص الوظائف الفيدرالية لخفض الإنفاق.
تدهورت العلاقة بعد توقيع ترامب على مشروع القانون الذي أقرّه مجلس النواب، وينتظر موافقة مجلس الشيوخ، والذي يُلغي إعفاءات ضريبية بقيمة 7500 دولار لكل مستهلك للسيارات الكهربائية، والتي كانت إدارة بايدن قد منحتها لدعم شركات مثل «تيسلا».
وصف ماسك هذا القرار بـ«العمل المُقزّز»، معتبرًا أنه يضرّ بمصالح شركته التي استفادت بشكل كبير من هذه الإعفاءات، مما زاد مبيعاتها وجعل السيارات الكهربائية في متناول شريحة واسعة من الأمريكيين.
تصاعد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بسبب قرارات إدارة ترامب برفض تعيين ماسك مديرًا لوكالة «ناسا»، وهو منصب كان سيفيد شركته «سبيس إكس» التي تمتلك عقودًا ضخمة مع البنتاغون.
تعمل «سبيس إكس» في تصنيع تكنولوجيا الطيران والنقل الفضائي، وتشتهر بإطلاق أقمار «ستارلينك» للإنترنت وتطوير مركبات فضائية مثل «دراجون»، التي كانت أول مركبة خاصة تصل إلى مدار الأرض. كما تنقل الشركة رواد فضاء «ناسا» وأقمارًا صناعية تجسّسية للبنتاغون.
في ظل التوترات، هدّد ترامب بإلغاء عقود الحكومة مع شركات ماسك، بينما أعلن ماسك عن تأسيس «حزب أمريكا» لمنافسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
يهدف الحزب إلى التأثير على التشريعات لصالح شركات ماسك، مع التركيز على خفض الدين الفيدرالي، وتطوير الجيش بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز التكنولوجيا المتقدمة، وتقليص لوائح الطاقة، ودعم حرية التعبير، وتبني سياسات وسطية.
لم يُعلن ماسك برنامج الحزب رسميًا، لكنه أشار إلى أهدافه عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الحزب يُمثّل «الإرادة الحقيقية» للشعب، ويستهدف 80٪ من الناخبين في تيار الوسط، مع التركيز على الولايات المتأرجحة مثل جورجيا ونورث كارولاينا.
وعلى الرغم من فشل محاولات سابقة لتأسيس أحزاب ثالثة، مثل محاولة روس بيرو عام 1992 و«حزب الخضر» عام 2000، بسبب ضعف البنية المؤسسية والانتشار الشعبي، يرى مراقبون أن ماسك يملك أدوات قوية لتجاوز هذه العقبات، بما في ذلك ثروته الهائلة، وشبكته الإعلامية، وقدرته على تمويل حملات سياسية ضخمة.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن نجاح «حزب أمريكا» يتطلب استراتيجية طويلة الأمد تجمع بين القانون، والإعلام، والتنظيم الشعبي.
نشأ ماسك في عائلة ميسورة، حيث كان والده إيرول ماسك مهندسًا، ووالدته ماي ماسك أخصائية تغذية وعارضة أزياء، لكنه أكّد أن ثروة والده لم تكن العامل الأساسي في نجاحه.
أظهر ماسك موهبة مبكرة في التكنولوجيا، حيث علّم نفسه البرمجة وباع لعبة فيديو «بلاستار» في سن الثانية عشرة مقابل 500 دولار، وفي التسعينيات، انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على شهادتين في الفيزياء والاقتصاد.
خلال دراسته، حوّل منزله المستأجر مع صديق إلى ملهى ليلي لتحقيق دخل إضافي، مما كان بداية مسيرته الريادية. بعد تركه برنامج الدكتوراه في ستانفورد بعد يومين فقط، شارك شقيقه كيمبال في تأسيس شركة «Zip2»، التي قدمت برمجيات لصحف كبرى مثل «نيويورك تايمز» و«شيكاغو تريبيون»، محققًا نجاحًا تجاريًا كبيرًا.
السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع ماسك تأسيس «حزب أمريكا» كحزب ثالث يُغيّر المشهد السياسي الأمريكي؟
رغم فشل محاولات سابقة لأحزاب ثالثة بسبب ضعف البنية المؤسسية والدعم الشعبي، فإن ثروة ماسك الهائلة، وشبكته الإعلامية، وقدرته على تعبئة الناخبين عبر منصات مثل «إكس» (تويتر سابقًا)، قد تمنحه ميزة حاسمة.
يركّز ماسك على الناخبين الوسطيين (80٪ من الناخبين، بحسب ادعائه)، وعلى الولايات المتأرجحة مثل جورجيا ونورث كارولاينا، لكن نجاح الحزب يتطلب استراتيجية طويلة الأمد تشمل بنية مؤسسية قوية، وتنظيمًا شعبيًا، ودعمًا إعلاميًا وقانونيًا.
ويرى خبراء أن هذه التحديات قد تحدّ من قدرته على تغيير الخريطة السياسية، لكن إمكاناته المالية والإعلامية تجعل المحاولة جديرة بالمتابعة.
اقرأ أيضاً«سبيس إكس» تستثمر ملياري دولار في شركة إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي
أمر مذهل.. «روبوت جروك» يحاكي آراء إيلون ماسك تجاه القضايا المختلفة
الدعم الحكومي الأكبر في تاريخ البشرية.. ترامب يُعلن الحرب على إيلون ماسك
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.