كشف حادث لشفرة توربين حجم التحديات التي يواجهها نقل مكونات ومعدّات مشروعات طاقة الرياح، خاصة في أميركا، مع تكرار وقائع مشابهة.
وعلقَت الشفرة بين منازل بلدة في ولاية بنسلفانيا الأميركية قبل أيام، في ثاني حادث نقل خلال أسابيع قليلة، ما يضع علامات استفهام حول مستقبل تزويد مزارع الرياح بالمعدّات.
وحصلت الشفرة العالقة -التي يصل طولها إلى 160 قدمًا (ما يقرب من 50 مترًا)- على تصريح مرور من الهيئات المعنية التي حددت طريقًا تسلكه شاحنة النقل، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وأُسند إلى سائق الشاحنة مهمة نقل الشفرة إلى ولاية آيوا، على بعد 700 ميلًا، لكن المهمة واجهت تحديات تتعلق بالتخطيط المروري والأداء التقني.
حادث شفرة توربين
علقت شفرة توربين بولاية بنسلفانيا الأميركية كانت في طريقها لمشروع رياح، رغم أن الهيئة المعنية بالنقل في الولاية حددت لسائق الشاحنة مسار المرور.
وفي بلدة "ديري" حُشرت الشفرة بين منزلين وألحقت أضرارًا طفيفة بهما، خلال عبور السائق بشارع قرب طريق 928، حسب معلومات نشرها موقع كيه تي في زد 21 (KTVZ 21).
وتكدست حركة السيارات وحافلات النقل العام والثقيل في المنطقة، مسببةً "كابوسًا مروريًا"، وحاولت السلطات المعنيّة إعادة توجيه الطرق على مدار ساعتين.
وعلى إثر ذلك، اضطر السائق للعودة إلى الخلف لمسافة ميل لإفساح الطريق.
وأكد مسؤول بلدة "ديري"، دون كيبل، أن السائق اعتمد على المسار المروري المحدد له في تصريح الهيئات المعنية بالنقل في ولاية بنسلفانيا، لكن يبدو أنه واجه صعوبات لضبط حمولة شفرة توربين بطول 50 مترًا بين البنايات السكنية.
ولاحظ شهود العيان أن الشفرة كان يفصلها بوصات قليلة عن كل منزل علقت أمامه، من منازل المنطقة التي شهدت الحادث.
محركات هوندا في قفص الاتهام
بدا مشهد الالتصاق الوشيك لشفرة التوربين بمنازل بلدة "ديري" فريدًا لسكان المنطقة، وقال شاهد عيان، إنه طوال مدة ملكيّته لمنزل -على مدار 32 عامًا- لم يشاهد مثل هذه الواقعة.
ويبدو أن الأضرار الملحقة بالمنطقة من حادث الشفرة كانت محدودة إلى حدّ كبير، إذ اقتصرت على إزالة لافتة أحد الشوارع والتكدّس المروري وإثارة قلق السكان.
وفي نهاية الأمر، يبدو أن الشاحنة المحملة بشفرة التوربين خرجت بسلام من بين منازل بلدة "ديري"، وسعى السائق للحصول على تصريح مرور جديد (محدد المسار).
وبعد عودة السائق إلى الخلف لمسافة ميل، توقَّف في موقع ضيق قليلًا، وواجه تحديًا آخر لا يقلّ صعوبة.
وحاول السائق تشغيل الشاحنة، إلّا أن محرك "هوندا" واجه أعطالًا رغم أنه يعمل عن بُعد، واستمرت محاولات الإصلاح لساعات حتى مساء يوم الحادث.
وخلال توقُّف السيارات على طريق رقم 22 في "ليفرمور" تعطَّل المحرك مرة أخرى، ولحُسن الحظ أن المرور كان متوقفًا استجابة لـ"الإشارة الحمراء"، وفشل السائق في الانعطاف، وفقًا لتفاصيل ذكرها موقع رينيو إيكونومي.
وعلقت شفرة التوربين مرة أخرى على الطريق، نتيجة خروج التحكم في المحرك الخلفي عن السيطرة.
طاقة الرياح في أميركا
تفاقم الأمر بعد تأكيد سائق الشاحنة حصوله على تصريح من قبل هيئة النقل المعنية في ولاية بنسلفانيا، مرفقًا بمسار مروري محدّد، ورغم ذلك علقت الشفرة بين البنايات السكنية.
ويعدّ حادث شفرة التوربين ثاني حوادث نقل معدّات مشروعات الرياح قيد البناء، خلال الأسابيع الأخيرة في أميركا.
وفي نهاية شهر يونيو/حزيران 2025، سقطت شفرة توربين من نهاية شاحنة في ولاية ماريلاند.
ويُشير ذلك إلى حجم الصعوبات التي تواجهها صناعة الرياح الأميركية، لنقل المعدّات إلى مواقع التطوير.
وبجانب تحديات نقل المعدات، عمّقَ مقترح فرض الرئيس دونالد ترمب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات أميركا، من تحديات قطاع الرياح (خاصة البرية) الذي يعتمد على الواردات بصورة كبيرة.
وقد ترفع هذه الرسوم تكلفة التوربينات بنسبة 7%، ما يؤدي إلى زيادة التكلفة الإجمالية للمشروعات بنسبة 5%، حسب تقرير وود ماكنزي الصادر فبراير/شباط الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
