تصدَّر الغاز والهيدروجين الأخضر أوجه التعاون المرتقبة بين سلطنة عمان وتركيا، في إطار خطط البلدين لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية بما يدعم جهود تحول الطاقة.
ووقّعت عُمان اليوم الإثنين 14 يوليو/تموز (2025) -وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- مذكرة تفاهم مع تركيا، بهدف تعزيز الشراكة وتطوير التعاون الفني والاستثماري بين البلدين في قطاع الطاقة.
وقّع مذكرة التفاهم عن حكومة سلطنة عمان وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي، في حين وقّعها عن حكومة تركيا وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار.
تأتي المذكرة الجديد بعد دخول صفقة إمدادات الغاز المسال العمانية إلى تركيا حيز التنفيذ، إذ استقبلت أنقرة أول شحنة منها في فبراير/شباط الماضي.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
تغطي مذكرة التفاهم الجديدة مجالات التعاون في قطاعات النفط والغاز، والتجارة في الغاز المسال، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والوقود البديل، إضافة إلى الهيدروجين الأخضر وتقنيات احتجاز الكربون.
ويشمل التعاون كذلك تبادل الخبرات والتكنولوجيا، والتعاون في تطوير المشروعات المشتركة، وتنظيم الفعاليات التقنية والحلقات الفنية، بما يسهم في دعم الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة والتحول نحو الطاقة النظيفة.
وتنصّ المذكرة على التعاون في تبادل المعلومات والخبرات، وتطوير سياسات تنظيمية تعزز كفاءة الطاقة، إلى جانب استكشاف فرص التمويل والتقنيات المبتكرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه ونقله.
ويأتي توقيع هذه المذكرة تأكيدًا لالتزام سلطنة عُمان بتعزيز شراكاتها الدولية في قطاع الطاقة، وتوسيع مجالات التعاون مع الدول الصديقة، بما يحقق المصالح المشتركة ويدعم التوجهات الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني، ويعزز مكانة عُمان بصفتها مركزًا إقليميًّا للطاقة.
أمن الطاقة
تمثّل الخطوة محطة جديدة في مسار التعاون بين البلدين، وتفتح آفاقًا واعدة للاستثمار وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة المتقدمة، وتشير إلى أهمية تسريع الجهود المشتركة نحو تنويع مصادر الطاقة وتحقيق أمن الطاقة والاستدامة في هذا القطاع الحيوي.
وقال سالم العوفي، إن توقيع مذكرة التفاهم مع وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا يجسّد عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ويعكس الرغبة المشتركة بتعزيز أطر التعاون في مجالات الطاقة.
وأشار إلى أن المذكرة تمثّل محطة مهمة نحو تطوير شراكات نوعية تسهم في تبادل الخبرات وتبنّي الحلول المبتكرة، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وتقنيات احتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر.
وأكد مضي وزارة الطاقة و المعادن في تنفيذ رؤية سلطنة عمان نحو التحول في قطاع الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني، والالتزام بتعزيز التعاون الدولي الذي يسهم في تعزيز مكانة عُمان بصفتها مركزًا إقليميًّا للطاقة المستدامة، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، وينقل المعرفة، ويدعم الجهود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، أوضح ألب أرسلان بيرقدار أن مذكرة التفاهم ستزيد من التعاون بين تركيا وسلطنة عمان في مجال الطاقة الذي يحظى بفرص هائلة، منها توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة، ونقل الكهرباء وتوزيعها، وتبادل الطاقة، وتحرير الأسواق.
وقال، إن هناك إمكانات كبيرة للتعاون في مجالَي النفط والغاز، خاصةً أن عُمان تُعدّ منتجًا ومصدرًا رئيسًا للنفط والغاز، وتسعى تركيا للعمل على مشروعات الاستكشاف في هذا القطاع.
وأشار إلى أنه في عام 2022 وُقِّعَت اتفاقية شراء طويلة الأجل لتوصيل الغاز المسال العُماني إلى السوق التركية، وهناك رغبة في زيادة هذه الكميات وتوسيع التعاون في هذا المجال، معربًا عن أمله في أن تُترجم مجالات التعاون بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، لا سيما في مجال الطاقة.
واستوردت تركيا خلال فبراير/شباط الماضي أول شحنة غاز مسال عمانية منذ أكثر من عامين، إذ استقبلت أنقرة شحنة بكمية 64 ألف طن من الغاز العماني.
وهذه أول شحنة غاز مسال عمانية تستوردها تركيا منذ يناير/كانون الثاني 2023، وتتزامن مع بدء عقد توريد لمدّة 10 سنوات بين سلطنة عمان وأنقرة هذا العام.
وكانت أنقرة -ممثلةً في شركة بوتاش التركية، قد تعاقدت خلال أبريل/نيسان 2024 مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لاستيراد نحو مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات، بدءًا من عام 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
