بالبلدي: الأردن يواجه "سماسرة الحجز الإلكتروني" بإجراءات جديدة على جسر الملك حسين

belbalady.net هديل غبّون

عمّان، الأردن (CNN)-- أعلنت السلطات الأردنية، الأحد، سلسلة من الإجراءات الإدارية والتنظيمية الجديدة لضبط حالة من "الفوضى" شهدها جسر الملك حسين (الكرامة) الحدودي خلال الأيام الماضية، عقب بدء تطبيق نظام الحجز الإلكتروني الإلزامي للمسافرين من الجانب الأردني نحو الضفة الغربية والقدس.

ويأتي التحرك عقب تصاعد شكاوى مسافرين منذ بدء تنفيذ القرار الفعلي في الأول من يوليو/تموز الجاري، بعد فترة تجريبية، بشأن صعوبات في إتمام الحجوزات عبر المنصة الجديدة التي تديرها شركة النقليات السياحية الأردنية "جت".

وتتعلق الشكاوى بظهور ممارسات غير قانونية من قبل سماسرة - وسطاء، تمثلت في شراء تذاكر بأعداد كبيرة إلكترونيًا وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة، ما تسبب بازدحام شديد وتعطيل حركة المسافرين، إلى جانب عدم توفر الحجوزات للمسافرين لأيام قادمة.

وأقرت وزارة الداخلية الأردنية الإجراءات الجديدة بالتنسيق مع شركة "جت" والأجهزة الأمنية، وذلك إثر جولة ميدانية قام بها وزير الداخلية مازن الفراية إلى المعبر صباح الأحد، عقد خلالها اجتماعات مع مسؤولين في إدارة المعبر وممثلين، والتقى خلالها مسافرين.

ويعد جسر الملك حسين (الكرامة) في منطقة الأغوار، الشريان البري الحيوي الأبرز الذي يربط المملكة بمناطق الضفة الغربية ومدينة القدس لعبور الفلسطينيين في الاتجاهين. وخُفّضت ساعات عمله عدة مرات من الجانب الإسرائيلي، مع تقليص أعداد المسافرين يوميًا، لتتراوح بين 2000 و2500، بحسب مصادر، منذ اندلاع الحرب على غزة.

من جهته، قال المدير العام لشركة "جت" خالد اللحام، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إن الأطراف كافة توافقت على تطبيق إجراءات أكثر صرامة، تُحدد سقوف التذاكر المباعة عبر المنصة للشخص الواحد بخمس تذاكر في المرحلة الأولى، لإنهاء حالات الاستغلال التي تفاقمت مؤخرًا.

وأضاف اللحام أن الشركة، بالتنسيق مع الحكومة، ستطبق إجراءات دقيقة وصارمة لمطابقة الحجوزات عند المعبر مع بيانات جوازات سفر المغادرين إلكترونيًا.

ووفرت المنصة خدمة حجز نقل المسافرين للفئة العادية إلكترونيًا، دون حد أقصى منذ إطلاقها فيما بقيت نقطة بيع تذاكر النقل الخاص (VIP) في موقع الجسر، حيث شهدت أيضًا حالة من الفوضى بسبب توجه المسافرين العاديين إليها، لتعذر الحصول على تذاكر إلكترونية، ليتجاوز السقف اليومي المسموح به من عدد المسافرين، قبل إعلان الإجراءات الجديدة.

وفي هذا السياق، أوضح  اللحام قائلا: "المنصة الإلكترونية وفرت التذاكر العادية، وكانت التذاكر الخاصة متوفرة عند نقطة البيع في المعبر. اعتبارًا من صباح الأربعاء، سنطلق منصة VIP الإلكترونية بأعداد محددة أيضًا، ولن يُسمح بالمرور من المعبر دون حجز مسبق من الفئتين"، مشيرًا إلى أن الإجراءات تشمل إعادة التدقيق الأمني من قبل إدارة أمن الجسور وبطرق مختلفة لمطابقة الحجز مع بيانات المسافر.

ودعا اللحام إلى ضرورة الالتزام بالحجز الإلكتروني، متوقعًا عودة انتظام الدور في الحجوزات الإلكترونية بشكل يومي خلال الأسبوع المقبل،  وتزامنت الأزمة  مع نشاط حركة المسافرين مع بدء العطلة الصيفية.

وبيعت بعض التذاكر، بحسب مصادر، بمبالغ وصلت إلى 70 دينارًا (نحو 99 دولارًا)، فيما تبلغ قيمة التذكرة العادية 6 دنانير ويُضاف إليها 1.5 دينار للحقيبة الواحدة (بمجموع نحو 10.6 دولارات) للمسافرين "العرب"، بحسب التسمية على المنصة، ويُقصد بها الفلسطينيون من الضفة الغربية أو القدس.

وأظهرت فيديوهات تداولها ناشطون ومستخدمون خلال الأيام الماضية ازدحامًا كبيرًا وأزمة خانقة أمام بوابات الجسر، فيما أكد عدد من المسافرين لموقع CNN بالعربية تعذر سفرهم نتيجة نفاد الحجوزات، ما اضطرهم للانتظار لأيام.

وقال رجل الأعمال المقدسي عماد القواسمي في تصريح لـCNNبالعربية، إن محاولاته المتكررة لإتمام الحجز باءت بالفشل على مدى أيام الأسبوع الماضي، بعد عودته من رحلة عمل في الولايات المتحدة برفقة زوجته، ما اضطره إلى البقاء في عمّان بشكل اضطراري.

وأضاف القواسمي، الذي يعمل في قطاع البث الفضائي، أنه تمكن من حجز تذكرتين إلكترونيتين الأربعاء الماضي، لكن عند وصوله إلى جسر الملك حسين أُبلغ بأن العدد قد اكتمل، رغم أن الحجز كان مؤكدًا. وتكررت الحادثة في اليوم التالي، فيما تمكنت زوجته لاحقًا من عبور الجسر بعد شراء تذكرة VIPمقابل 90 دينارًا (127 دولارًا). لكنها فوجئت بفقدان حقيبتها، فيما هو اضطر إلى مغادرة الأردن في رحلة عمل إلى دبي بسبب التأخير.

وعبّر القواسمي في حديثه عن استيائه من "سوء التنظيم" بحسب تعبيره، داعيًا إلى ربط التذاكر بمعلومات جوازات السفر، وتحسين الخدمات، وتحديث مرافق المعبر، وتنظيم عمليات التحميل والتنزيل التي قال إنها "تُستغل بشكل عشوائي وتضر بجميع المسافرين". وأضاف: "هناك معاناة كبيرة يواجهها الفلسطينيون، خاصة في فصل الصيف، ولابد من تطوير مرافق المعبر وتحسينها، بما في ذلك الخدمات العامة والمرافق الصحية، نأمل أن تنتهي هذه الفوضى في بيع التذاكر أولا..هناك العديد من المسافرين علقوا في عمّان ولديهم ظروف خاصة لا تحتمل تأخير السفر".

وبحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية تلقت CNNبالعربية نسخة منه، فقد كُشف عن رصد مجموعات من الأشخاص يترددون يوميًا على المعبر لأغراض تجارية وربحية لا تتصل بالحركة الاعتيادية للمسافرين، ما أسهم في تفاقم الازدحام وتأخير حركة العبور، في ظل الترتيبات المعمول بها مع الجانب الإسرائيلي.

وتضمنت الإجراءات الجديدة إلزام إصدار التذكرة باسم المسافر فقط، باستخدام مواصفات فنية تمنع التزوير، مع مطابقة بيانات التذكرة بجواز السفر إلكترونيًا، ومنع دخول أي شخص لا يحمل تذكرة إلكترونية باسمه. كما ألزمت الوزارة شركة "جت" بتحويل خدمة VIP إلى خدمة إلكترونية بالكامل، عوضًا عن إصدارها يدويًا في الموقع.

وطلبت السلطات الأردنية من المسافرين "عدم الحضور إلى المعبر قبل موعد المغادرة بأكثر من نصف ساعة، للمساهمة في تقليل الازدحام، كما أعلنت عن تفعيل حملات أمنية دورية أردنية في منطقة الجسر، لضبط أي مخالفات أو ممارسات استغلالية خارجة عن القانون".

وأعلنت الحكومة الأردنية، في 14 يونيو/ حزيران الماضي، إطلاق مشروع إعادة تأهيل وتطوير جسر الملك حسين، بمنحة من الحكومة الكندية، سيستغرق 20 شهرًا، للتخفيف من معاناة المسافرين وتسهيل حركتهم، على أن يشمل يشمل المشروع، الذي تُقدّر كلفته بـ3.4 مليون دولار، تحسين البنية التحتية وشبكة الطرق المؤدية إليه وتوسيع ساحات الشحن.