بعد حياة من أجل الآخرين، قضاها بين العطاء التطوعي، والدفاع عن حقوق الطفل وعموم ما ينفع الناس، رحل الفاعل الجمعوي والإعلامي عبد العالي الرامي، ورافقه نعي واسع لمبادِر جمعية منتدى الطفولة، الذي قاد ورافق العديد من المبادرات التي تهم الصالح العام للساكنة بالعاصمة الرباط وعموم البلاد.
ومن بين ما عُرف به الفقيد الرامي عبر السنوات تفاعله المتوالي، عبر وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية، حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم حي يعقوب المنصور وساكنة الرباط والمواطن المغربي.
الرامي، الذي كان “علامة مضيئة في مسار العمل المدني الجاد والمسؤول”، كانت أسابيع عيشه الأخيرة استمرارا لجو التطوع والمبادرة والفعل المواطن، حيث عرف زيارات عديدة فردية وجماعية، واستحضرت اسمَه مبادرات فردية وجماعية من مختلف الشرائح المجتمعية والجمعوية، وحدها ذكر عطاء رجل “لم يبخل يوما عن نصرة المظلوم والمحتاج” و”لم يجعل من العمل المدني وسيلة للاسترزاق، بل خاضه بعزة نفس وكرامة نادرة، محتفظا بآلامه الخاصة لنفسه”.
ومن بين ما غذته الذكرى الطيبة لعمله التطوعي في سبيل حيه ومدينته ووطنه تكريم في الحياة أياما قبل وفاته، حتى ولو كان طريح فراش المرض الأخير الذي حال دون حضوره جسدا؛ بينما حضر فعله المدني وعطاؤه الخيري طيلة عقود في “لقاء عرفان ومحبة” لبى موعده رجال ونساء وشباب بـ”دار الشباب النور” في حي “يعقوب المنصور”.
في لقاء “التضامن الجماعي” هذا، توالت الشهادات حول “اليد الممدودة دائما لعبد العالي الرامي، منذ بدَأ جمعية منتدى الطفولة”، و”العمل الجمعوي الجاد”، الذي جمع الكثير من الناس من مدن متعددة حب أثره الطيب، والذي كان “رمزا للوطنية الصادقة؛ كرس حياته لخدمة الناس”.
وفي نعي الرامي كتب المحامي عبد المولى المروري: “كان الفقيد من الأبناء البررة لحي يعقوب المنصور بالرباط (…) وعرف بطيبوبته وكريم أخلاقه”.
من جهته، كتب الفاعل المدني خالد العرايشي أن الراحل الرامي كان “أحد أعمدة العمل الجمعوي والحقوقي بالمغرب، وواحدا من الوجوه البارزة في مجال الطفولة وحماية حقوقها”، مردفا: “رحيله المفاجئ ترك أثرا بالغا في نفوس كل من عرفه أو عمل معه. فقد كان مثالا في العطاء والإخلاص والتفاني في خدمة قضايا المجتمع”.
ونعى الإعلامي عادل الزبيري عبد العالي الرامي كاتبا: “تركتني، يا صديقي العزيز، وحيدا أواجه الأحلام التي كنا نرسمها معا، في جلسات بناء المستقبل الممكن والمشترك في المغرب الساعي إلى تنظيم نهائيات كأس العالم في سنة 2030. كلما رنّ هاتفك، كنت تجيبني بصدق المحبين العارفين، ما رددت لي طلبا يوما، كنا نحول الأفكار إلى تقارير تلفزيونية مصورة، كنتَ المنتج الذي يقترح، وكنتُ الصحافي الذي يخرج الأفكار إلى واقع الصور المصورة”.
وختم الزبيري شهادته بقول: “صديقي العزيز سي عبد العالي الرامي، تركت وراءك عملا صالحا ينتفع منه الناس. ولهذا، تستحق أن تكون من أهل الآخرة الذي يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ففارِقنا قرير العين؛ لأن رحلة الدنيا عندك ختمها الله لك بكل خير، بمرض فيه مغفرة للذنوب، وبلمة أصحاب ومعارف التواصل الذين التفوا حولك، كما تلتف حبات العقد النفيس على المعصم”.