الاحد 13 يوليو 2025 | 02:45 مساءً
في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن 40% من البشر معرضون للإصابة بأحد أشكال فقدان الذاكرة بعد سن الـ65 عامًا، تتجه الأنظار نحو العوامل التقليدية مثل الشيخوخة والأمراض المزمنة كأسباب رئيسية وراء هذه الظاهرة، إلا أن خبراء الصحة والأبحاث الحديثة يسلطون الضوء على مجموعة من العادات اليومية والأنماط السلوكية غير المتوقعة التي قد تسهم في تسريع تراجع الذاكرة بمرور الوقت، دون وعي الأفراد بخطورتها على المدى الطويل.
التصوير المفرط.. الذاكرة التي تُسلم مهامها للكاميرا
بحسب الدراسات، يلتقط البشر ما يقرب من 1.81 تريليون صورة سنويًا حول العالم، الأمر الذي قد يبدو إيجابيًا لحفظ الذكريات، إلا أن الأبحاث تكشف عن جانب مظلم لهذه الممارسة، إذ تؤكد أن ذاكرة الإنسان تتعطل لحظة التقاط الصور، حيث يسلم العقل مهمة التذكر للكاميرا بشكل غير واعٍ، متوقعًا العودة إليها لاحقًا لتذكر اللحظة.
هذه الظاهرة المعروفة علميًا باسم “Photo-taking impairment effect” تجعل من الاعتماد المفرط على التصوير الرقمي أحد الأسباب غير المتوقعة في إضعاف قدرة الدماغ على ترسيخ الذكريات بشكل طبيعي.
نوبات العمل الطويلة.. التأثير الصامت على وظائف الدماغ
فيما يعتقد الكثيرون أن ساعات العمل الطويلة دليل على الإنتاجية والالتزام، كشفت 18 دراسة متخصصة أن الموظفين الذين يعملون بنظام النوبات المتغيرة معرضون بشكل أكبر لمشاكل الإدراك والذاكرة، حيث إذ تؤدي نوبات العمل إلى تقليل التركيز والسيطرة على الانفعالات، بجانب اضطرابات النوم، وزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وكلها عوامل تؤثر بشكل غير مباشر على وظائف الدماغ المتعلقة بالذاكرة العاملة والقدرة على استرجاع المعلومات.
الطحالب السامة.. خطر خفي يهدد الدماغ
وفي المدن الساحلية، كثيرًا ما يُحذر من السباحة عند ظهور الطحالب، لكن الخطر لا يقف عند حدود التسمم البيئي. إذ تحتوي بعض أنواع الطحالب على سموم مثل حمض الدومويك، والتي يمكن أن تشق طريقها إلى السلسلة الغذائية، مهددة الصحة العصبية لمن يستهلك المأكولات البحرية الملوثة بها.
وقد كشفت تقارير بيئية أن عددًا من أسود البحر التي تعرضت لهذه السموم في عام 2015، أصيبت بأضرار في الدماغ وفقدان الذاكرة، ما يسلط الضوء على خطورة السموم البحرية على الصحة العصبية للإنسان في حال دخولها إلى السلسلة الغذائية.
"سبونج بوب" تحت المجهر.. تأثير غير متوقع على الأطفال
أشارت دراسة علمية صدرت عام 2011 إلى أن مشاهدة الأطفال في عمر الأربع سنوات لبرنامج الرسوم المتحركة “سبونج بوب سكوير بانتس” لمدة 9 دقائق فقط، أدت إلى تراجع قدرتهم على ضبط النفس وتأخير الإشباع، وضعف مهارات الذاكرة مقارنة بأقرانهم.
أوضحت الدراسة أن وتيرة المشاهد السريعة في بعض الرسوم المتحركة تؤثر على قدرات الإدراك العالي لدى الأطفال، وهو ما قد يترك آثارًا سلبية على قدراتهم المعرفية في المراحل العمرية التالية، حال استمرار التعرض لهذه الأنماط البصرية المكثفة.
الحفاظ على الذاكرة.. مسؤولية تبدأ من العادات اليومية
تشير هذه الدراسات إلى أهمية مراجعة بعض العادات اليومية التي تبدو في ظاهرها غير ضارة، لكنها تحمل تأثيرات تراكمية على الذاكرة مع التقدم في العمر.
الحفاظ على نمط حياة متوازن، وتقليل الاعتماد المفرط على الأجهزة الرقمية، وتنظيم ساعات العمل والراحة، ومراقبة مصادر الغذاء، قد يكون له دور كبير في حماية وظائف الدماغ والحفاظ على القدرة على التذكر والتركيز لفترات أطول.
في عالم سريع الإيقاع، تظل ذاكرتنا واحدة من أهم الأصول التي يجب الحفاظ عليها عبر اختيارات يومية واعية، تحول دون التدهور الصامت لذاكرة الإنسان مع مرور الوقت.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.