أخبار عاجلة

تحريض الطلبة بالجامعات المغربية ... آخر أوراق جبهة البوليساريو الانفصالية

تحريض الطلبة بالجامعات المغربية ... آخر أوراق جبهة البوليساريو الانفصالية
تحريض الطلبة بالجامعات المغربية ... آخر أوراق جبهة البوليساريو الانفصالية

في محاولة يائسة لتجاوز فشلها السياسي والعسكري في حسم الصراع في الصحراء لصالحها، وأمام تآكل شرعيتها داخل المخيمات وتراجع زخم أطروحتها الانفصالية على الساحة الدولية، لجأت جبهة البوليساريو، عبر زعيمها إبراهيم غالي، إلى التحريض على خلق التوتر داخل الأراضي المغربية، من خلال الإشادة في خطابه الأخير الذي ألقاه خلال أشغال الدورة العادية لأمانة الجبهة بما سماها “نضالات جماهير انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية”، حسب تعبيره.

ويؤكد مهتمون بتطورات قضية الصحراء المغربية أن هذا النهج التصعيدي الذي تعتمده الجبهة في استهداف أمن واستقرار المغرب، وتوسيع رقعة خطابها العدائي ليشمل مناطق خارج نطاق النزاع كما هو معرَّف في قرارات الأمم المتحدة، ومحاولة استغلال واجهات طلابية لاختراق الجامعات المغربية من خلال أسلوب التسلل والتهييج؛ لا ينفصل عن سياق إقليمي معقد، تتقاطع فيه مصالح النظام الجزائري مع طموحات الانفصاليين الذين يحتضنهم، في زعزعة الأمن الداخلي للمغرب، واختراق النسيج الوطني، واستغلال الجامعات المغربية كفضاء بديل لتسويق أطروحة انفصالية يرفضها التاريخ والجغرافيا.

اعتراف ضمني

في هذا الصدد قال محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن “إدراج زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في خطابه ‘المواقع الجامعية’ و’مناطق درعة ووادي نون’، ضمن ما سماها ‘جبهات انتفاضة الاستقلال’، هدفه إرسال إشارات إلى امتداد خطاب الجبهة إلى مناطق مغربية تقع شمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، أي خارج المجال الترابي الذي تدّعي تمثيله”.

وأضاف ماء العينين في تصريح لهسبريس أن “هذا التوسيع في الخطاب يُمثّل، في الواقع، اعترافًا ضمنيًا بأن إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب لا يمكن فصل هويتهما السياسية والجغرافية والبشرية عن باقي مناطق المغرب التي تقع شمالهما، سواء من حيث الامتداد السكاني أو الروابط التاريخية أو التداخل الاجتماعي والقبلي، وهو ما يقوّض جذريًا أطروحة الانفصال التي تسعى الجبهة إلى تسويقها، ويُعزّز في المقابل منطق الانتماء الوطني المتجذر في ذاكرة الأفراد والمجال معًا”.

وشدد نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات على أن “هذا الخطاب المتناقض ليس وليد اللحظة، بل سبقه إليه زعيم الجبهة السابق محمد عبد العزيز في أكثر من مناسبة، وهو ما يُظهر أن البوليساريو، رغم تبنيها خطاب ‘التحرر’، لا تستطيع التفكير خارج النسق المغربي العام، لا جغرافيًا ولا رمزيًا”.

وزاد المتحدث شارحًا أن “الجبهة، في أصلها، فصيل مغربي النشأة، ظهر في سياق أحداث طنطان، قبل أن تُستثمر جزائريًا وتُعاد صياغتها كأداة انفصالية موجهة ضد وطنها”، مبرزًا أن “هذا التناقض البنيوي يتعارض بوضوح مع سيرة آباء العديد من مؤسسي الجبهة الأوائل الذين انخرطوا في جيش التحرير المغربي، وناضلوا من أجل وحدة البلاد، لا من أجل تمزيقها”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أن “محاولة الجبهة توسيع خطابها نحو مناطق داخل المغرب، لا علاقة لها بالنزاع كما هو محدد دوليًا، يفضح عجزها عن صياغة أطروحة منسجمة، ويؤكد أن المشروع الانفصالي ما هو إلا واجهة سياسية لأجندة إقليمية منفصلة عن واقع التاريخ والجغرافيا”.

امتداد تنظيمي

من جهته اعتبر البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، أن “من يسمون الطلبة الصحراويين هم امتداد تنظيمي لميليشيا البوليساريو الإرهابية في مخيمات الذل والمهانة؛ فالمتحكم الأول والأخير في تكتيكات هذا التنظيم هو مسؤول أمانة التنظيم السياسي الإرهابي إمربيه المامي الداي، بإشراف من المدعو خلهن محمد الغزواني، أمين عام اتحاد الطلبة المعروف بعلاقاته المتعددة بعناصر مشبوهة في مخيم الداخلة بتندوف”.

وأضاف البراق أن “المعني بالأمر يقوم بتوجيه وإدارة تحركات الطلبة المنضوين في اتحاد الطلبة الصحراويين بمختلف المواقع الجامعية في المملكة المغربية، وبشكل خاص جامعة ابن زهر في أكادير، حيث أكدت الوقائع مشاركة عدد من الطلبة في أشغال الجامعة الصيفية ببومرداس، حيث يخضع هؤلاء لدورات تدريبية مكثفة على يد ضباط مخابرات جزائريين تحت إشراف قيادة البوليساريو، في استخدام السلاح، وحرب الشوارع، وصناعة المولوتوف، وتقنيات التجسس والتصوير، ومقاومة التحقيقات والتضليل، وغيرها من أدوات العصيان، باعتبارهم طليعة فوضوية وعناصر متقدمة في العمق المغربي تخدم الأجندات الانفصالية للمخابرات الجزائرية”.

وشدد المتحدث لهسبريس على أن “أغلب الطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وبينهم الطلبة الصحراويون، يستفيدون من مجانية التنقل عبر القطار والحافلات بين مختلف مدن الصحراء المغربية ومواقعهم الجامعية في مختلف مدن شمال المغرب عبر تذاكر مجانية، إلى درجة ظهور سوق سوداء موازية لهذه التذاكر، بالإضافة إلى منحة جامعية كاملة، واستفادة مباشرة من الإيواء في الأحياء الجامعية، والتغذية، والتطبيب، وأشياء أخرى، وبالتالي فالمطالب المرتبطة بالبعد النقابي متوفرة”.

ولفت الخبير نفسه إلى أن “رهان قيادة الجبهة الانفصالية على هذه الشريحة الطلابية يأتي في سياق يائس، بعد فشل محاولات سابقة للضغط على المغرب عبر الوسائل العسكرية أو الدبلوماسية التقليدية”، مردفا: “يُشكل هؤلاء الطلبة ‘حصان طروادة’ في العمق المغربي، والغريب في الأمر أن هؤلاء العناصر مازالوا يستفيدون من امتيازات مهمة توفرها الدولة المغربية، ما يوفر لهم غطاءً ماديًا ولوجستيكيًا، ويجعلهم أدوات فعالة لتنفيذ أجندات خارجية معادية، مستغلين التسامح ومرونة الفضاء الجامعي، والإرث النضالي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب”.

وذكر البراق أن “المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المخابرات الجزائرية تعمل بشكل حثيث على استغلال الفضاء الجامعي المغربي، وذلك عبر توظيف من يُعرفون بـ’طلبة البوليساريو’، الذين يقدمون أنفسهم كحاملين لمطالب أكاديمية أو نقابية، غير أنهم في الحقيقة امتداد لتنظيمات خارجية تخدم أجندات انفصالية، ويُقدمون على ممارسات تتجاوز حدود العمل النقابي المشروع، تشمل التهديد بمنع الامتحانات، ومحاولة فرض تسجيل طلاب لا يستوفون الشروط، وغيرها، ما يؤكد أنهم ليسوا سوى أداة لخدمة أهداف انفصالية بأساليب إجرامية تتجاوز البعد الطلابي السلمي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عراقجي: لا اتفاق نووياً دون الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية