سر تجدد الحريق في سنترال رمسيس خبير في الحماية المدنية يكشف عن السبب

رمسيس , من الطبيعي أن يتجدد اشتعال الحريق بعد أيام قليلة من إخماده، خاصة في حوادث ضخمة مثل حريق سنترال رمسيس. هذا ما يؤكده اللواء ممدوح عبدالقادر، خبير الحماية المدنية، موضحًا أن النيران تترك وراءها “نقاط سخونة داخل الجدران والأسلاك والأرضيات. هذه النقاط لا تظهر على السطح، لكنها تظل مشتعلة داخليًا تحت الرماد، وتعود للاشتعال عند توفر الأكسجين أو نتيجة الحركة أو الصيانة في المكان.

خبير يكشف سبب تجدد الحرائق من بينها سنترال رمسيس

ويشير عبدالقادر إلى أن الحريق الكبير يرفع درجات حرارة العناصر المحيطة، بما في ذلك الجدران والأسقف والكابلات، التي قد تحتفظ بالحرارة لساعات أو حتى أيام، مما يجعلها مصدر خطر خفي، خصوصًا إذا لم تصل إليها مياه الإطفاء بشكل كافٍ، كما هو الحال في الأماكن المغلقة أو تحت الأرضيات المعلقة. هذه البقايا يمكن أن تظل نشطة حراريًا وقابلة للاشتعال من جديد.

التوصيل الكهربائي بعد الحريق: بين الخطر والحذر

من التحديات الخطيرة بعد السيطرة على الحريق، أن الماء المستخدم في الإطفاء قد يتسرب إلى الأجهزة الكهربائية أو لوحات التوزيع، ما يخلق بيئة محفوفة بالمخاطر عند إعادة التيار الكهربائي. يقول الخبير إن عودة الكهرباء دون فحص دقيق قد تؤدي إلى شرارة (short circuit) بسبب بقايا الكابلات المتفحمة أو الأسلاك المتأثرة بالحرارة.

المشكلة الكبرى أن هذه الشرارات لا تُرى دائمًا، بل تحدث داخل الكابلات أو الأجهزة المتضررة داخليًا. وبما أن سنترال رمسيس يحتوي على عدد ضخم من الكابلات الإلكترونية، سواء نحاسية أو من الألياف الضوئية (الفايبر)، فإن أى تلف بسيط غير مرئي يمكن أن يؤدي إلى تماس كهربائي يعيد الاشتعال.

تنظيف ما بعد الحريق: مهمة معقدة وضرورية

تنظيف مواقع مثل السنترالات أو مراكز البيانات (Data Centers) بعد الحريق لا يقتصر على إزالة الرماد فقط، بل يتطلب تفكيك أجزاء كثيرة، وفحص شامل للمكونات الداخلية، والتأكد من عدم وجود أى شرارة أو سخونة في أماكن يصعب الوصول إليها مثل خلف الجدران المعزولة أو داخل الأنظمة المغلقة.

ويضيف الخبير أن ترسيب الكربون أو بقايا المياه بعد الإطفاء يُعد من أخطر ما يمكن مواجهته، لذا تعمل فرق الحماية المدنية والمهندسين بحذر شديد قبل إعادة الكهرباء أو استئناف العمل. عملية التشغيل بعد الحريق تمر بمراحل تجريبية دقيقة، لأن أي خطأ في التقدير أو إغفال منطقة متضررة قد يعيد الحريق مرة أخرى.

حريق سنترال رمسيس للمرة الثانية ليس مفاجئ

رغم القلق الذي سببه اشتعال النيران مرة ثانية في السنترال ، يؤكد الخبراء أن الأمر ليس مفاجئًا، بل نتيجة طبيعية لحجم الضرر الأولي. المهم هو المتابعة الدقيقة، والتأكد من عدم وجود نقاط سخونة أو أسلاك تالفة. فالفارق الحقيقي بين الإطفاء والمتابعة يكمن في القدرة على رصد الشرارة قبل أن تتحول إلى كارثة جديدة.