وصل وزير النفط الإيراني إلى العراق، اليوم الإثنين 14 أبريل/نيسان (2025)، في زيارة رسمية تستهدف بحث علاقات التعاون بين البلدين، في أعقاب قرار الولايات المتحدة بعدم تجديد التصريح الممنوح لبغداد لاستيراد الكهرباء من طهران.
واستقبل وزير النفط المهندس حيان عبدالغني السواد، نظيره الإيراني محسن باكنجاد، وعقدا اجتماعًا بحثا خلاله آليات التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقات في مجال تبادل الخبرات والتعاون المشترك وبما يخدم مصلحة البلدين.
تأتي زيارة وزير النفط الإيراني بالتزامن مع توقف إمدادات الغاز من طهران إلى محطات الكهرباء في العراق، ما أفقد المنظومة، وفق بيان اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) نحو 8 آلاف ميغاواط.
وقالت مصادر مطّلعة إن ملف الغاز الإيراني كان حاضرًا في مباحثات حيان عبدالغني ومحسن باكنجاد؛ إذ تعمل العراق جاهدة على تأمين الوقود اللازم لمحطات الكهرباء؛ تجنبًا لتصاعد الأزمة خلال فصل الصيف مع تزايد الطلب محليًا.
استثمار الغاز
قال وزير النفط العراقي إن بلاده لديها مشروعات واعدة في استثمار الغاز، ويعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية.
وعبّر وزير النفط الإيراني عن شكره لحسن الاستقبال وزيارة العراق، فضلًا عن عمق العلاقات الثقافية بين البلدين، مشددًا على أهمية استمرار العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.

تأتي الزيادة التي تستمر ليومين وبدعوة من وزير النفط العراقي لمناقشة توسيع التعاون في مجال الطاقة بين طهران وبغداد، في إطار العلاقات الوطيدة بين البلدين.
وفي اجتماع سابق في مارس/آذار 2025، التقى باكنجاد ووزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل في طهران؛ إذ أكدا توسيع التعاون في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والكهرباء.
الغاز الإيراني إلى العراق
شهدت إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق خلال الأشهر الأخيرة تراجعًا ملحوظًا؛ ما دفع بغداد إلى العمل إلى بناء خط أنابيب جديد لربط محطات الكهرباء بمنصة لاستيراد الغاز المسال.
وكانت طهران قد أوقفت ضخ الغاز إلى العراق في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بزعم إجراء عمليات صيانة لمدة 15 يومًا، لكن منذ ذلك الحين لا تزال الإمدادات مقطوعة، بينما تتواصل المباحثات مع قطر والجزائر لاستيراد الغاز المسال، بعد اكتمال تجهيزات البنية التحتية المطلوبة.

وكشف مدير تحرير الطاقة عبدالرحمن صلاح، في مقال له مؤخرًا تحت عنوان "أزمة الكهرباء في العراق قبل الصيف.. 3 دول قد تُنقذ الموقف جزئيًا"، عن أن توقف ضخ الغاز واستيراد الكهرباء من إيران يهدد بفقدان المنظومة العراقية نحو 11 ألف ميغاواط يوميًا، ليصبح الإنتاج أقل قليلًا من 17 ألف ميغاواط، مقابل الطلب الذي يصل في الصيف إلى 45 ألف ميغاواط.
وأعلن العراق في فبراير/شباط 2022 التفاوض مع قطر لاستيراد الغاز المسال بموجب عقود طويلة الأجل، في حين صرّح متحدث وزارة الكهرباء أحمد موسى، لمنصة الطاقة المتخصصة بأن الاتفاق المبدئي هو أن تزوّد قطر العراق بنحو 1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المضغوط المسال.
وشدد صلاح على أن تحرك بغداد ومفاوضاتها مع 3 دول، وهي قطر والجزائر وتركيا، سيكون من شأنها حل جزء من أزمة الكهرباء في العراق خلال الصيف المقبل، لكن يبقى هذا مرهونًا بسرعة الانتهاء من التجهيزات المالية واللوجستية أيضًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..