الجمعة 11 يوليو 2025 | 06:39 مساءً

اليوان الصيني
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل المخاطر المالية وسط التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، أعلن صندوق الثروة السيادي الصيني (CIC) عن تقليص استثماراته في الأصول الأمريكية، بما في ذلك بعض الشركات الكبرى في وول ستريت.
يأتي هذا التحول بعد تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وفرض الولايات المتحدة قيودًا متزايدة على الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والبنية التحتية.
الصندوق السيادي الصيني ينسحب بهدوء من #أميركا.. فهل نعيش بداية فك الارتباط الكبير بين أكبر اقتصادين؟#العربية_Business pic.twitter.com/6rceYbBzfD
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) July 11, 2025
وقد أظهرت تقارير إعلامية، نقلاً عن وكالة "بلومبيرغ"، أن الصندوق الذي تبلغ قيمته 1.35 تريليون دولار يتبع استراتيجية "الدوران المزدوج"، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية.
الأسباب وراء الانسحاب:
يعود انسحاب الصندوق الصيني من السوق الأمريكية إلى عدة عوامل رئيسية، منها:
التوترات التجارية: فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على العديد من المنتجات الصينية، مما ساهم في زيادة عدم اليقين في الأسواق.
القيود الأمريكية: فرض واشنطن قيودًا تنظيمية على الاستثمارات الأجنبية في مجالات استراتيجية مثل التكنولوجيا والبنية التحتية، مما جعل من الصعب على الصندوق الاستمرار في استثماراته بهذه القطاعات.
الاستراتيجية الداخلية: تسعى الصين من خلال "الدوران المزدوج" إلى تقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وهو ما دفع صندوق الثروة السيادي لإعادة توجيه استثماراته نحو أسواق أخرى.
خطوات مستقبلية:
في خطوة لافتة، كان الصندوق قد فكر في بيع حصصه في صناديق استثمارية أمريكية مثل "كارلايل" و"بلاكستون"، لكنه تراجع عن هذه الصفقة لتجنب لفت الأنظار إلى انسحابه التدريجي من السوق الأمريكية.
تأسس صندوق الاستثمار الصيني في عام 2007 بموجب رأس مال قدره 200 مليار دولار، ونمت أصوله لتتجاوز 1.3 تريليون دولار، ليصبح ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم. وعلى مدار سنوات، ضخ الصندوق مليارات الدولارات في أسواق المال الأمريكية، حيث امتلك حصصًا في شركات كبرى مثل "بلاكستون" و"مورغان ستانلي".
التحديات المستقبلية:
على الرغم من هذه الخطوة، يواجه الصندوق تحديات كبيرة في إيجاد أسواق بديلة تحقق العوائد المالية نفسها التي كان يحققها من وول ستريت. كما أنه تحت ضغط لتوليد عوائد كبيرة لسداد فوائد السندات الحكومية التي تم تمويله بها.
من جانبها، تعمل الولايات المتحدة على إنشاء قائمة "مستثمرين مفضلين" قد تستثني الشركات الصينية، ما يزيد من تعقيد موقف الصندوق في السوق الأمريكية.
إجمالاً، يمثل هذا الانسحاب الهادئ تحولًا مهمًا في العلاقات المالية العالمية، ويعكس تزايد المخاطر المرتبطة بفك الارتباط المالي بين أقوى قوتين اقتصاديتين في العالم.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.