أن تصبح مليونيرا قبل بلوغ الثلاثين ليس حلما ورديا أو قصة نجاح عابرة تتصدر منصات التواصل، بل هو مشروع مالي كامل الأركان يتطلب وعيا مبكرا، وانضباطًا صارمًا، وقرارات مدروسة منذ أول راتب وحتى أول استثمار.
كثيرون يتحدثون عن النجاح المالي، لكن قليلين هم من يقدمون خريطة واقعية وملموسة لهذا الطريق، تظهر بوضوح ما يجب فعله خطوة بخطوة.
هذه الخريطة قدمها المستشار المالي الأمريكي برينان شلاجباوم، الذي قرر مشاركة رحلته من أول دولار ادخره وحتى تحقيق ثروته الأولى، مؤكدًا أن الثراء المبكر ليس حكرا على العباقرة أو المحظوظين، بل هو نتيجة مباشرة لقرارات مالية صحيحة تبدأ غالبًا من أبسط نقطة: كيف تدير راتبك؟
كيف تصبح مليونيرًا قبل سن الثلاثين؟
ومن خلال منشور مطول على منصة «إكس»، كشف شلاجباوم كيف انتقل من شاب يلاحق الفواتير إلى مليونير قبل سن الثلاثين، وذلك باتباع منهج من 14 خطوة دقيقة، استطاع من خلالها سداد ديونه بالكامل في سن الرابعة والعشرين، ثم جمع أول مليون دولار قبل إطفاء شمعته الثلاثين، ليبلغ استقلاله المالي الكامل وهو في الثانية والثلاثين.
وفيما يلي، نرصد تجربة شلاجباوم المالية الكاملة، كما طرحها بنفسه، بداية من أول قراراته اليومية، حتى أبرز تحوّلاته الاستثمارية، في سرد تفصيلي يختصر سنوات من التجربة والخطأ والنجاح.
1. الإدراك المالي قبل القرار المالي
أولى الخطوات التي شدد عليها شلاجباوم لم تكن مالية خالصة، بل ذهنية ونفسية، فقد دعا إلى تسجيل كافة النفقات الشخصية لمدة شهر كامل، ليس من باب التوثيق، وإنما بغرض الكشف عن أنماط الإنفاق اللاواعية، وهذه الخطوة، رغم بساطتها الظاهرية، تؤسس لوعي نقدي حقيقي يتيح التحكم في المصير المالي للفرد.
2. تقسيم المال على قاعدة 50/30/20
في مرحلة لاحقة، قدم شلاجباوم تقسيمًا دقيقًا للدخل الشهري، يُراعي التوازن بين الحاجة والرغبة والاستثمار، عبر توزيع المال إلى: 50% للضروريات، و30% للرفاهيات، و20% للادخار وسداد الديون والاستثمار.
وهي معادلة ترفض الإفراط والتفريط معًا، وتُخرج صاحبها من فكرة التضحية لصالح فكرة "إعادة الهيكلة الذاتية".
3. بنكين.. ونظام مالي لا يقبل الفوضى
لتنفيذ هذا التقسيم عمليًا، أوصى بفتح حسابين مصرفيين مستقلين، أحدهما تُودع فيه النسبة الأكبر وتُوجه تلقائيًا لسداد الفواتير والاستثمارات، بينما يُخصص الآخر للإنفاق الشخصي، وهذه الخطوة تحول السيطرة المالية إلى عادة يومية، وتمنع الانزلاق غير المحسوب.
4. صندوق الطوارئ: حاجز أمان ضد العواصف
أما الركيزة التي يراها شلاجباوم ضرورية لبناء الثقة المالية، فهي صندوق الطوارئ، والذي يبدأ بألف دولار، لكنه يجب أن يصل تدريجيًا إلى مستوى يغطي 4 إلى 6 أشهر من نفقات المعيشة، وفلسفة هذا الصندوق ليست فقط وقائية، بل نفسية أيضًا، حيث يُوفر لصاحبه شعورًا بالتحرر من القلق الوجودي.
5. طريقة الانهيار الجليدي.. لسحق الديون
الديون كانت أحد أخطر المعوقات التي واجهها، لكنه اعتمد في مواجهتها على استراتيجية ذكية تُعرف باسم "الانهيار الجليدي"، حيث يبدأ بسداد الدين الأعلى فائدة أولًا، دون إهمال الحد الأدنى لبقية الديون، وهذا الأسلوب يعجل بالتخلص من أصل المشكلة لا من مظاهرها فقط.
6. الاستثمار في الأمان
رغم أن البعض يعتبر التأمين عبئًا، فإن شلاجباوم ينظر إليه كـ درع مالي، يحمي الإنجازات من الانهيار عند أول أزمة صحية أو حادث غير متوقع، التأمين على الحياة، والصحة، والسيارات، والعجز، كلها عناصر يراها ضرورية لبناء أمن مالي طويل الأجل.
7. الاستثمار المبكر
بالنسبة له، الاستثمار لم يكن رفاهية، بل ضرورة، وقد بدأه من خلال حسابات تقاعد وصناديق منخفضة التكاليف، موصيا باختيار من 1 إلى 5 صناديق فقط، مع تفعيل خاصية إعادة استثمار الأرباح تلقائيًا، ما يخلق نموًا مركبًا يتسارع مع مرور الوقت.
8. الائتمان
حذر شلاجباوم من التهاون مع سجل الائتمان، مشيرًا إلى أن الحفاظ عليه يتطلب الالتزام التام بسداد الأقساط، وعدم تجاوز 30% من حدود بطاقات الائتمان، وهو ما يعزز ثقة المؤسسات المالية بالفرد، ويفتح أمامه فرصًا تمويلية بشروط أفضل.
9. لا تعيش في بيت يفوق قدرتك
حدد قاعدة صارمة: لا يجب أن تتجاوز تكاليف السكن 25% من الدخل الصافي، معتبرًا أن الإنفاق الزائد على السكن من أكثر العوامل التي تُعرقل بناء الثروة، مهما بدا المنزل فاخرًا أو الموقع جذابًا.
10. جلسة مالية شهرية
خصص شلاجباوم 30 دقيقة كل شهر لمراجعة حساباته، تتبع استثماراته، والتأكد من الالتزام المالي. هذه العادة الصغيرة، برأيه، كانت من أعظم أسباب نجاحه، لأنها حوّلت المال من كيان غامض إلى مشروع شفاف تحت السيطرة.
11. وفر من فم مقدم الخدمة
أحد أسرع الطرق لتحقيق مكاسب مالية إضافية، كما يراها، تتمثل في التفاوض الدائم على أسعار الخدمات الشهرية، مثل الإنترنت والهاتف والتأمينات، من خلال مقارنة العروض وطلب خصومات مباشرة، لا تتردد.. فكثير مما تدفعه يمكن تخفيضه بكلمة واحدة.
12. كل سنة تؤجل فيها الاستثمار تكلفك ثروة
بمعادلة صادمة، أوضح شلاجباوم أن من يبدأ استثمار 500 دولار شهريًا في عمر 25 عامًا يمكن أن يجمع نحو 1.7 مليون دولار حتى التقاعد، بينما من يبدأ في عمر 35 لن يتجاوز حاجز 745 ألف دولار، وهو فرق يتجاوز المليون دولار لمجرد فارق زمني قدره 10 سنوات.
13. توقف عن قتل نفسك ماليًا
حذر من أخطاء مالية وصفها بالقاتلة، على رأسها زيادة نمط الحياة مع زيادة الدخل، وتجاهل الادخار للتقاعد، والانجرار وراء استثمارات رائجة دون فهم، وعدم التخلص من الديون المزمنة.
14. المعادلة الأخيرة: ديون صفر + وقت مبكر = مليون دولار
لم تكن نظرياته فقط على الورق، بل جسّدها واقعًا: سدد ديونه بالكامل في سن 24 عامًا، وجمع أول مليون قبل الثلاثين، وبلغ حريته المالية في 32.
تجربة شلاجباوم تثبت أن المال لا يحب العشوائية، وأن النجاح المالي ليس حدثًا مفاجئا، بل مشروع طويل النفس، يبدأ بقرار.. لا بثراء مفاجئ.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
