شهد المسلمون حول العالم، اليوم الجمعة، بثًا مباشرًا لشعائر صلاة وخطبة الجمعة من الحرمين الشريفين، حيث قامت قناتا القرآن الكريم والسنة النبوية بنقل الصلوات من المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، في مشهد إيماني مهيب يجمع بين الروحانية والإجلال لقدسية المكان والزمان.
وتحرص الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية على تقديم أرقى مستويات النقل والبث المباشر لشعائر الجمعة من الحرمين، لتصل إلى ملايين المسلمين حول العالم، ضمن منظومة إعلامية متكاملة تنقل روحانية الحرمين وخطب الجمعة بأعلى جودة ودقة.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
استبدال كسوة الكعبة: إنجاز تقني وتنظيمي غير مسبوق
في إنجاز متميز لهذا العام الهجري الجديد 1447هـ، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن الانتهاء من مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة في وقت قياسي يُعد الأسرع في تاريخ عملية التبديل.
بدأت أعمال الاستبدال في تمام الساعة 12:00 منتصف ليل الخميس (غرة محرم 1447هـ)، وانتهت بنجاح عند الساعة 6:40 صباحًا من نفس اليوم، محققة فارق إنجاز بلغ أربع ساعات أقل من المدة الزمنية المعتادة في الأعوام السابقة.
تقنيات متطورة وخطط دقيقة لإنجاح المهمة
أوضحت الهيئة أن هذا الإنجاز غير المسبوق في سرعة الإنجاز وكفاءة التنفيذ يعود إلى عدة عوامل فنية وتنظيمية، تم تطبيقها بعناية، أبرزها:
خياطة الجهات الأربع للكسوة مسبقًا وفق آلية دقيقة ومحكمة، مما وفر وقتًا كبيرًا في لحظة التركيب الفعلي.
تحديد مواضع الحزام العلوي والسفلي للكسوة باستخدام شريط لاصق، بدلًا من الوزن اليدوي، لتسريع وتثبيت الحزام في موقعه الصحيح بدقة عالية.
تجهيز الحبال المخصصة لرفع الكسوة وتحديد الارتفاعات مسبقًا، مما ساعد الفنيين على الوصول السريع والدقيق لنقاط التثبيت.
تدريب الفرق الفنية مسبقًا على كافة خطوات التركيب، ما عزز من كفاءتهم ومهاراتهم، وضمن تنفيذ المهمة باحترافية عالية.
استخدام معدات وتقنيات حديثة لضمان سلامة جميع مراحل العمل، من فك الكسوة القديمة، وحتى تركيب وتثبيت الكسوة الجديدة بإحكام على أركان الكعبة المشرفة.
العناية بالكعبة المشرفة: أولوية دائمة في خدمة الحرمين الشريفين
تأتي هذه الجهود ضمن رؤية القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية – أيدها الله – في تطوير منظومة الخدمات المقدمة للحرمين الشريفين، ورفع كفاءة جميع العمليات التي تخص العناية بالكعبة المشرفة وتوفير أفضل تجربة روحانية وآمنة لملايين الزائرين والحجاج والمعتمرين.
ويعكس النجاح المتواصل في استبدال كسوة الكعبة عامًا بعد عام، صورة حية لما توليه المملكة من اهتمام بالغ برمزية وقدسية الكعبة المشرفة، باعتبارها قبلة المسلمين وأعظم شعائر الدين الإسلامي.
الحرمين في قلوب المسلمين.. من مكة إلى العالم
تظل صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين، واستبدال كسوة الكعبة المشرفة، من أهم الأحداث التي تحظى بمتابعة واهتمام المسلمين حول العالم، لما تحمله من قدسية، وروحانية، ورمزية عظيمة، تؤكد وحدة الأمة الإسلامية حول بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
ومع ما يشهده الحرم المكي والنبوي من تطور مستمر في الخدمات والإدارة والتنظيم، فإن هذه الإنجازات تشكل فخرًا لكل مسلم، وتجسد عناية الدولة السعودية المباركة بخدمة ضيوف الرحمن، ورعاية الحرمين الشريفين، والحفاظ على تراثهما وقدسيتهما بأعلى المعايير العالمية.