في خطوة جديدة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، شهد مشروع محطة الضبعة النووية زيارة رفيعة المستوى ضمت مسؤولين مصريين وروس، كان في مقدمتهم الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأليكسي ليخاتشوف، المدير التنفيذي لهيئة الطاقة النووية الروسية "روسآتوم"، وبمشاركة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير الروسي في القاهرة، جيورجي بوريسينكو.
زيارة ميدانية لمتابعة تقدم الأعمال بالمشروع النووي
انطلقت الزيارة بجولة ميدانية موسعة في موقع محطة الضبعة النووية، شملت تفقد الأعمال الإنشائية والتجهيزات الفنية للمفاعل الأول، والاطلاع على مراحل تقدم التنفيذ ومعدلات الإنجاز، حيث تم التأكيد على الالتزام الكامل بالجداول الزمنية والخطط الموضوعة.
كما تضمنت الجولة افتتاح مركز التدريب ورفع كفاءة العاملين، في خطوة تعكس الاهتمام ببناء كوادر فنية مؤهلة تعمل على تشغيل المشروع وفق أعلى المعايير الدولية في مجال الطاقة النووية.
اجتماع مشترك لبحث المستجدات ومراجعة الجدول الزمني
عقب الجولة التفقدية، عُقد اجتماع رسمي موسع بمقر وزارة الكهرباء في مدينة العلمين، ضم مسؤولي المشروع من الجانبين المصري والروسي، لبحث مستجدات التنفيذ، ومراجعة خطط تكثيف العمل وزيادة عدد العاملين خلال الفترة المقبلة.
ناقش الاجتماع التوصيات الصادرة عن اللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق من نفس اليوم، خاصة تلك المتعلقة بـ توطين صناعة المهمات الكهربائية، وتعزيز التعاون في مجال نقل التكنولوجيا والبحث العلمي المرتبط بالطاقة النووية.
وزير الكهرباء: الضبعة نموذج رائد للتعاون المصري الروسي
قال الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء، إن المشروع يحظى بمتابعة دقيقة من القيادة السياسية، مضيفًا أن هناك توجيهًا رئاسيًا واضحًا بالتحرك نحو توطين الصناعة النووية، بدءًا من إنتاج المهمات الكهربائية محليًا بالتعاون مع "روسآتوم".
وأضاف عصمت:"محطة الضبعة النووية تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الشعبين المصري والروسي، وشاهدًا على الثقة المتبادلة، كما تترجم توجه مصر نحو تنويع مصادر إنتاج الكهرباء، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، وتعزيز الطاقات المتجددة والنظيفة ضمن خطة التحول نحو التنمية المستدامة."
شارك في الجولة والاجتماعات الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية، والدكتور أحمد فرغل، رئيس الجهاز التنفيذي للإشراف على المشروعات النووية، إلى جانب عدد من قيادات شركة "أتوم ستروي اكسبورت"، الذراع التنفيذي لهيئة "روسآتوم".
كما تم عقد لقاء مباشر مع العاملين بالمشروع، بهدف الاطمئنان على بيئة العمل، وتأكيد أهمية دورهم في إنجاح المشروع النووي المصري الأول.
تأتي هذه التطورات في إطار سعي الدولة نحو تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ليس فقط في إنتاج الكهرباء، وإنما أيضًا في مجالات الطب، والصناعة، والبحث العلمي، بما يتماشى مع أهداف مصر 2030 في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.
