مع اقتراب انتهاء امتحانات الثانوية العامة وبدء العد التنازلي لمرحلة تنسيق القبول بالجامعات، تتصدر اختبارات القدرات واجهة اهتمامات الطلاب وأولياء الأمور، باعتبارها البوابة الأساسية للالتحاق بعدد من الكليات النوعية التي تتطلب اجتياز هذه الاختبارات كشرط أساسي للقبول.
وفي مقدمة هذه الكليات تأتي: الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، التربية الموسيقية، والتربية الرياضية، وغيرها من الكليات التي تعتمد على الموهبة والمهارة بجانب المجموع.
وفي ظل تزايد التساؤلات حول آليات التقديم، وضوابط التسجيل، وفرص النجاح، وحقيقة ما يُثار عن مراكز تدريب غير معتمدة تدّعي تأهيل الطلاب لاجتياز هذه الاختبارات، التقت بوابة الفجر بالدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الذي كشف في حوار خاص عن الاستعدادات الكاملة التي اتخذتها الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات لضمان تنظيم هذه الاختبارات بكفاءة وعدالة.
الحوار تناول أيضًا طبيعة النظام الإلكتروني الجديد للحجز، ومدى إمكانية الطالب في التقديم لأكثر من اختبار، فضلًا عن أهم النصائح العملية التي وجّهها للطلاب المقبلين على خوض التجربة، وتحذير واضح من الوقوع في فخ المراكز الوهمية التي تستغل الطلاب ماديًا دون فائدة حقيقية.
كما تحدّث عبد الغفار عن موقف التنسيق للعام الجامعي الجديد، مؤكدًا أن التنسيق لا يخضع لتكهنات، بل يقوم على معايير دقيقة تعتمد على نتائج الثانوية العامة واحتياجات الكليات.
في هذا الحوار الشامل، نرصد كافة التفاصيل والمستجدات حول اختبارات القدرات 2025، ونضع بين أيديكم دليلًا عمليًا من المصدر الرسمي لتفادي الأخطاء والاستعداد الأمثل.
في البداية، نرحب بك دكتور عادل.. ما هي آخر الاستعدادات التي اتخذتها الوزارة لبدء اختبارات القدرات هذا العام؟
أهلًا وسهلًا بحضراتكم. مع انتهاء طلاب الثانوية العامة من امتحاناتهم، تبدأ مباشرة مرحلة اختبارات القدرات للكليات التي تشترط هذا النوع من الاختبارات، مثل كليات: الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، التربية الموسيقية، والتربية الرياضية.
وقد أنهى المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي جميع التجهيزات، وتم تجهيز نظام إلكتروني متكامل عبر موقع التنسيق الإلكتروني، حيث يستطيع الطالب الحجز واختيار التخصص والكلية والموعد بسهولة.
هل يستطيع الطالب التقديم لأكثر من اختبار؟ وهل هناك فرصة لإعادة الاختبار إذا لم يُوفق؟
نعم، يحق للطالب أن يحجز أكثر من اختبار في تخصصات مختلفة دون أي مشكلة، ما دام أن الاختبارات في كليات تشترط اجتياز القدرات.
لكن أؤكد هنا أنه لا يُسمح بإعادة الاختبار مرة أخرى في حال عدم اجتيازه، لذلك يجب على الطالب الاستعداد جيدًا قبل التقديم.
وماذا عن المحافظات التي لا توجد بها الكليات المتخصصة؟
الوزارة حددت مراكز اختبار بديلة للطلاب في المحافظات التي لا تضم الكليات المطلوبة، وتم نشر بيان رسمي يوضح أماكن اختبار الطلاب حسب المحافظة، وسيتم إعادة نشره عبر صفحة الوزارة ووسائل الإعلام لتعميم الفائدة.
ماذا عن استعدادات الكليات نفسها؟ وهل هناك فروق في طبيعة الاختبارات؟
جميع الكليات التي ستُجرى بها الاختبارات أنهت استعداداتها لاستقبال الطلاب، خاصة كليات علوم الرياضة (التربية الرياضية سابقًا) التي تتطلب اختبارات بدنية متعددة، ولذلك يتم تنظيمها على أكثر من يوم.
أما الكليات الفنية، فهي تعتمد بشكل كبير على الحس الفني والمهارات الإبداعية.
ما أبرز النصائح التي توجهها للطلاب المقبلين على أداء هذه الاختبارات؟
أوصي الطلاب أن يتعاملوا مع هذه الاختبارات على أنها وسيلة لقياس المهارة والاستعداد الفعلي للتخصص. فإذا كان لدى الطالب ميول فنية أو رياضية حقيقية، سيجتاز الاختبار بسهولة.
أنصحهم أيضًا بعدم الالتفات إلى بعض المراكز الوهمية التي تستغلهم ماليًا وتعرض عليهم دورات لا تستند إلى أسس علمية.
هل هذه الدورات فعلًا غير معترف بها؟ وما البديل؟
نعم، هناك مراكز تدّعي أنها تقدم تدريبات تأهيلية للقدرات، لكنها في الواقع لا تعرف طبيعة الاختبارات ولا تطلع على الدليل الرسمي.
البديل الآمن والفعّال هو دليل اختبارات القدرات الذي أعده المجلس الأعلى للجامعات، ويشرح بالتفصيل كل تخصص، ومجالات التقييم، ونماذج الأسئلة.
الدليل متاح مجانًا على موقع المجلس الأعلى للجامعات، وصفحة وزارة التعليم العالي، وتم إرساله أيضًا إلى كافة وسائل الإعلام.
ومتى يبدأ الحجز الإلكتروني لاختبارات القدرات هذا العام؟
الحجز سيبدأ من يوم السبت 12 يوليو 2025، عبر موقع التنسيق الإلكتروني.
وأنصح الطلاب بعدم الانتظار للحظات الأخيرة، لأن بعض الاختبارات تحتاج لترتيبات مسبقة، خاصة إذا كان الطالب ينوي التقديم في أكثر من تخصص مثل علوم الرياضة التي تتطلب أكثر من يوم للاختبار.
هل ظهرت أي مؤشرات تنسيق أولية؟ وهل هناك تصور للحد الأدنى للقبول هذا العام؟
لا يمكن الحديث عن مؤشرات حتى الآن، فطلاب الثانوية ما زالوا في مرحلة الامتحانات.
اللجنة العليا للتنسيق تعتمد في عملها على ثلاثة محاور رئيسية:
- احتياجات الكليات التي يحددها المجلس الأعلى للجامعات (مثل الطب والهندسة والعلوم وغيرها).
- نتائج الطلاب في الثانوية العامة.
- آلية المفاضلة التنافسية، حيث يتم التنافس على المقاعد المخصصة لكل كلية.
وبالتالي، لا يتم تحديد الحد الأدنى إلا بعد إعلان النتائج ومراجعة الأعداد المطلوبة لكل كلية.
هل الجامعات الحكومية تقدم تدريبات تمهيدية للقدرات أم أن الطالب يعتمد على نفسه؟
الجامعات لا تقدم تدريبات رسمية، ولكننا وفرنا دليلًا شاملًا ومجانيًا، يُعتبر بمثابة تدريب نظري وعملي في آنٍ واحد.
أنصح الطلاب بقراءته جيدًا، والاطلاع على محتواه أكثر من مرة، لأنه يحتوي على تفاصيل المهارات المطلوبة وكيفية الاستعداد لها.
وأكرر: لا داعي للجوء لمراكز مدفوعة قد لا تقدم شيئًا مفيدًا، بل أحيانًا تضلل الطلاب.
هل ترغب في توجيه رسالة ختامية للطلاب وأولياء الأمور؟
نعم، أقول لأبنائنا الطلاب: اقرأوا دليل اختبارات القدرات بهدوء، استعدوا نفسيًا وفنيًا، وثقوا بأن من لديه الموهبة الحقيقية أو الاستعداد البدني المناسب سيجتاز الاختبار بسهولة.
ولأولياء الأمور: لا تقعوا في فخ الإعلانات الوهمية، ووجهوا أبناءكم نحو المصادر الرسمية التي توفرها الوزارة.
نتمنى التوفيق لجميع الطلاب، وسنظل نوفر كل ما يدعمهم في مسيرتهم الأكاديمية.
???? رابط دليل اختبارات القدرات:
https://tansik.digital.gov.eg
???? صفحة وزارة التعليم العالي على فيسبوك:
facebook.com/MoHESR.EGY
في ضوء ما كشفه الدكتور عادل عبد الغفار خلال هذا الحوار، يتضح أن وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات يعملان بمنهجية واضحة لضمان تنظيم اختبارات القدرات وفق أعلى معايير الشفافية والعدالة، مع تسهيلات إلكترونية تتيح للطالب التحكم الكامل في عملية التسجيل والاختيار.
كما أن التأكيد على ضرورة الاطلاع على دليل اختبارات القدرات الرسمي، والابتعاد عن المراكز غير المعتمدة، يعكس حرص الوزارة على حماية الطلاب من الاستغلال، وتوجيههم نحو التحضير الجاد والفعال من مصادر موثوقة ومجانية.
ومن المهم أن يدرك الطلاب أن هذه الاختبارات لا تعتمد على الحفظ أو المجموع فقط، بل تقيس الموهبة والاستعداد الشخصي، وهو ما يتطلب وعيًا ذاتيًا، وتقييمًا دقيقًا للميول والتخصصات المناسبة.
ختامًا، فإن نجاح الطالب في اجتياز اختبارات القدرات هو الخطوة الأولى نحو مستقبل جامعي يتماشى مع إمكانياته وقدراته الحقيقية، ووزارة التعليم العالي تضع بين يديه كل الأدوات والإرشادات اللازمة للنجاح، ويبقى عليه الاجتهاد، المبادرة، والثقة بالنفس.
مع تمنياتنا بالتوفيق لجميع الطلاب في هذه المرحلة المفصلية من حياتهم التعليمية.
