جمعت العاصمة الأمريكية واشنطن، مساء أمس، لقاءً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مشهد احتفالي وصفته صحيفة وول ستريت جورنال بـ "فرصة نادرة" لنهج الصفقات، لكنها أكدت في المقابل أن المكاسب السياسية والدبلوماسية كانت شبه معدومة.
القمة، التي جاءت وسط تطورات عسكرية وسياسية حادة في المنطقة، لم تقدم أجوبة واضحة بشأن ملفات شائكة، أبرزها الحل السياسي مع الفلسطينيين، ومستقبل إيران في ظل التصعيد الإقليمي.
خطاب السلام يغيب خلف الحسابات السياسية
وبينما حاول ترامب استعادة صورته كرجل "صفقات السلام"، كما وصفه السيناتور ماركو روبيو، فإن القمة كشفت أيضًا عمق الخلافات بينه وبين نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بمسألة حل الدولتين، التي تجاهلها الطرفان عمدًا خلال اللقاء، حسب فرانس برس.
ورغم أن نتنياهو فاجأ ترامب بترشيحه لجائزة نوبل للسلام، فإن ذلك لم يكن كافيًا لتجاوز فجوة المواقف بين الجانبين أو تقديم مبادرة سياسية ملموسة.
احتمالات لقاء جديد بشروط صعبة
من جانبها، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن مصادر دبلوماسية ترجح إمكانية عقد اجتماع ثانٍ بين ترامب ونتنياهو "إذا تم تحقيق اختراق في ملفات مثل سوريا أو حماس"، دون تحديد واضح للظروف المطلوبة.
وأكد دبلوماسي إسرائيلي رفيع أن الفجوات في المفاوضات لا تزال كبيرة، خصوصًا مع حماس وسوريا، وأن الأمر "يتطلب عملًا دؤوبًا وليس مجرد جلسات احتفالية".
رؤية غامضة لإدارة غزة بعد الحرب
فيما يتعلق بمستقبل غزة، أوضح مسؤول دبلوماسي بارز أن الهدف الإسرائيلي بإسقاط الحكم المدني لحماس يشمل تقويض قدرتها على توفير الغذاء والخدمات للسكان، مشيرًا إلى أن "حماس، عسكريًا، لم تعد موجودة". ومع ذلك، لم تُحسم بعد الجهة التي ستدير القطاع، مع تأكيد استبعاد السلطة الفلسطينية من أي سيناريو محتمل.
فرصة ضائعة وسط تصعيد مستمر
وفي قراءة تحليلية، اعتبر دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، أن لقاء ترامب ونتنياهو كان بمثابة "فرصة نادرة" كان يمكن استغلالها لإنهاء حرب غزة، وتوسيع اتفاقيات التطبيع، ومواجهة إيران، لكن تلك اللحظة تمر سريعًا في ظل غياب القرار السياسي الواضح.
وقال شابيرو: "إذا استمرت الحرب، أو زادت إيران تخصيب اليورانيوم، أو أعاقت حسابات نتنياهو اتخاذ قرارات حاسمة، فإن القمة لن تكون أكثر من مشهد رمزي بلا تأثير".
يورونيوز: احتفال بنصر مؤجل
أما قناة يورونيوز، فقد وصفت اللقاء بـ "القمة بلا نتائج"، وقالت إن أجواء الانتصار الرمزي على إيران خيمت على الاجتماع، لكن الواقع الميداني في غزة واستمرار العمليات العسكرية، إلى جانب عدم وضوح الرؤية الأمريكية بشأن التسوية، جعلت القمة تبدو بلا مضمون حقيقي.