ترامب ونتنياهو يبحثان بالبيت الأبيض التصعيد ضد إيران ووقف الحرب في غزة

لقاء ترامب ونتنياهو

في زيارة بالغة الحساسية، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في لقاء طغى عليه ملفا إيران وغزة، وسط تطورات متسارعة في الإقليم واشتداد الضغوط على الإدارة الأمريكية بشأن سلوك طهران النووي والعسكري.

اللقاء، الذي يُعد الثالث بين الزعيمين هذا العام، جاء في وقت تتجه فيه واشنطن وتل أبيب نحو تعزيز التنسيق الأمني ضد إيران، لا سيما بعد الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة مؤخرًا، مدفوعة بتحذيرات إسرائيلية بشأن ما تعتبره "تهديدًا وجوديًا".

نتنياهو يطالب بتفويض لضربات وقائية على إيران

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو يسعى خلال زيارته إلى الحصول على موافقة أمريكية مسبقة على شن ضربات جديدة داخل إيران، حال ثبت نقل مواد نووية من المواقع التي استُهدفت الشهر الماضي، أو في حال رُصدت أي أنشطة "غير اعتيادية" داخل المنشآت الإيرانية.

وقال المسؤول إن ما تطلبه إسرائيل هو نموذج شبيه بـ"تفويض لبنان"، حيث يملك الجيش الإسرائيلي غطاءً أمريكيًا عامًا للتحرك عند الضرورة، دون الحاجة إلى مشاورات لاحقة. وأشار إلى أن هذا الطلب يُعد أولوية في مباحثات نتنياهو مع الرئيس ترامب.

ترامب: ضربنا منشآت نووية إيرانية.. ونُراقب التطورات عن كثب

من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي أن واشنطن نفذت بالفعل ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، مضيفًا أن العملية نُفذت بعد إخلاء قاعدة العديد الجوية بالكامل، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرّت بوقوع أضرار جسيمة في المواقع المستهدفة.

وقال ترامب خلال اللقاء: "لا نريد لإيران أن تصبح دولة نووية، وقد اتخذنا إجراءات حاسمة"، مؤكدًا أنه يأمل في "ألا يكون هناك داعٍ لتكرار هذه الضربات، لكن كل الاحتمالات قائمة".

غزة على الطاولة.. ترتيب متأخر

ورغم أن الحرب في غزة لا تزال مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا، فقد بدا أنها ليست الملف الأكثر إلحاحًا في لقاء اليوم. ومع ذلك، أشار ترامب إلى أن حركة حماس أبدت استعدادًا للتفاوض، قائلاً: "الأمور تسير بشكل جيد، وقد يكون عرضنا الحالي بشأن وقف إطلاق النار هو الأخير".

من جهته، تحدث نتنياهو عن "أفكار مشتركة" مع واشنطن بشأن مستقبل القطاع، مؤكدًا أنه يعمل مع ترامب على "إيجاد دول يمكن أن تمنح سكان غزة مستقبلًا أفضل"، مضيفًا أن "من يريد البقاء فليبقَ، ومن يريد المغادرة فليغادر طواعية".

نوبل للسلام وسط نيران الشرق الأوسط

وفي لفتة رمزية، سلّم نتنياهو خلال الاجتماع رسالة إلى ترامب موجّهة إلى لجنة نوبل للسلام لترشيحه لنيل الجائزة، معتبرًا أنه "يصنع السلام في وقت تشتعل فيه الحروب"، في إشارة إلى الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية خلال رئاسة ترامب الأولى.

لكن اللافت في تصريحات ترامب أنه لم يُظهر حماسة واضحة إزاء حل الدولتين، وقال صراحة: "لا أعرف"، مما يعكس استمرار الغموض في الموقف الأمريكي إزاء جوهر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

بوتين وأوكرانيا.. خيبة أمريكية

وفي سياق متصل، أبدى ترامب خيبة أمل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، رغم الضغوط التي تمارسها واشنطن. وقال إن الأوكرانيين "يتعرضون لضربات قاسية للغاية"، لكنه لم يُعلن عن مساعدات إضافية، مكتفيًا بالقول إن بعض الشحنات ستُستأنف قريبًا، لا سيما ما يخص الأسلحة الدفاعية.